توفيق
بخوت-المواطن نيوز-دولية:
إذا كانت مصر بقرارها اقتناء 24 طائرات رافال
القتالية بقيمة 5,2 مليار أورو، قد أنعشت
شيئا ما الوضعية التجارية لما توصف
بـ"فخر" الصناعات الحربية الفرنسية، فإن بعض وسائل الإعلام
الفرنسية لم تفوت هذه الفرصة دون أن ترجع بالزمن إلى سنة 2007، التي عرفت إلغاء
صفقة اقتناء المملكة المغربية لـ 18 مقاتلة من نفس الطراز،
مكتفية فقط بالإشارة إلى ندم الفرنسيين على ضياع صفقة تسليح بهذا الحجم.
غير أن قرار الرفض من الجانب المغربي على أعلى المستويات واختيار مقاتلات
إف 16 الأمريكية كان قرارا سياديا له أسباب جد موضوعية، كما يقول الخبراء...
وبغض
النظر عن تقاطع وجهات النظر بين الشركة المصنعة لـرافال: داسو Dassault من جهة والإدارة العامة
للتسليح بـفرنسا DGA من جهة أخرى، حيث تشابك زوايا
النظر إلى الصفقة من النواحي التجارية والسياسية وشؤون الأمن
القومي تولد الخلاف، كانت هناك أمور تقنية ومالية بحتة ترجح كفة
نجاح صفقة أو فشلها، خصوصا لتعاقد في مثل ضخامة صفقة 18 مقاتلة رافال، يعرفها جيدا خبراء
التسليح والصفقات العسكرية.
أول الأسباب هو جاذبية العرض الأمريكي ماليا
وتقنيا، الذي انقض على الفرصة في مواجهة تلكؤ و شروط فرنسية محدِدة لصفقة مقاتلات
ذات كلفة استعمال وصيانة جد مرتفعة. وتفوق الصناعات الفرنسية في ربح صفقات
مدنية على صعيد الترامواي أو القطار الفائق السرعة TGV بـالمملكة،
لا يتيح بالضرورة ربح سوق عسكرية جد مُتطلبة ومُنافِسة بشروط ورؤيا تقليدية
وربما تقييدية.
على سبيل المثال فالحصول على مقاتلة جيدة
من طراز رافال كان سيُقيد سلاح الجو الملكي المغربي من ناحية الأداء
القتالي، ويحرمه من قُدرات العرض الاستثنائي بالحصول على صواريخ جو-جو طويلة
المدى لا يتوفر عليها الفرنسيون أنفسهم وصواريخ مضادة للرادارات لا
تتوفر عليها دول منطقة شمال إفريقيا وحتى نظيراتها بـالشرق الأوسط.
دون إغفال القدرة القتالية الرهيبة للـ إف 16 المجربة عمليا في مسارح
عمليات عديدة بـالعراق وغيرها ذات المناخات الدافئة والحارة وليست الباردة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق