أخبار عاجلة
/ , / كان 2017: فاز المنطق باختيار الغابون وهوت أحلام اليقظة كما العادة في الجزائر!

كان 2017: فاز المنطق باختيار الغابون وهوت أحلام اليقظة كما العادة في الجزائر!



 المواطن نيوز – الرياضية – لنا تعليق:

  قامت القيامة في الجزائر ولم تقعد لأنها لم تتحمل صفعة الكاف المدوية، خصوصا وأن النظام الجزائري لأسباب معروفة داخلية وخارجية، استثمر مالا وجهدا لا يوصف عبر روراوة الذي أصبح "ظل" حياتو  لايكاد يفارقه في حله وترحاله، بل وسانده بطريقة غير مشروعة أو "غير ديمقراطية" حسب وصف معلقين رياضيين جزائريين على الشروق أمس، يوم كان إنياما سيُجهض أحلام عيسى حياتو في رئاسة الكاف، وقلب روراوة الطاولة بكل كرم وغياب الضمير لفائدة هذا الأخير!.. بل هناك من طالب بالتعويض عن الكاف بعصبة وبطولة شمال إفريقية، ونسي أن المغرب في محنته أمام الكاف طالب بنفس الشيء وتركوه وحيدا يجتاز "مشارف الشلال" إلى البر الآخر، ومن البلاهة والحمق أن يتبع المسؤولون الرياضيون عندنا هذه الدعوة إن خرجت رسميا.. الآن تحول عيسى حياتو من "صديق" إلى "دينوصور"!...  

 والغريب في الأمر أن لا أحد خرج عن سرب المؤامرة وخيبة الأمل في تخلي الأفارقة بما يصرون على وصفها ب"مُسانِدة حركات التحرر في إفريقيا"!.. حتي أن أحدهم على قناة الشروق "المعروفة" (لا داعي لذكر اسمه لأن كلامه خارج السرب الصحفي المهني) تحدث بمرارة عن جدوى حذف 100 مليون أورو من ديون الغابون التي لا يمكن أن يقارنوا بها (احتقار)، إذا كانت هذه الأخيرة لا ترد الجميل، ليتحول الأمر إلى مايشبه الرشوى التي تستوجب رد الصنيع! وأمثاله كثيرون من قبيل صاحب خبر غريب يفتقد إلى اللياقة، حينما أورد أن افتتاح اجتماع الكاف الأخير بالقاهرة بدأ بوصلة رقص تؤديها "راقصة مصرية خليعة"! ومباشرة بعده جاء نبأ أن مصر تخلت عن ترشيحها وتدعم الجزائر بدلها (هكذا سبحان الله)! وإذا كان المصريون قد حسبوها حسبة صحيحة بانسحابهم فإن الجزائر لم تكف عن الترويج لأحقيتها وأهليتها وتفوقها والمناوشة في الأصدقاء والأعداء، بل إن خبرا نشرته القناة الرسمية بدون أن يحمر وجه أحد خجلا، هو ما قالته على لسان إحدي وسائل الإعلام الألمانية بأن البطولة الجزائرية هي الأكثر إثارة في العالم بأسره! وقد يصدق القول في جانب الخطورة على غرار رواية حجر أحد المشجعين الذي أردى في الحال لاعبا إفريقيا قتيلا وأرجعه إلى دياره في الكفن! ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد سبق للرئيس بوتفليقة نفسه أن قال بأن الجزائر مستعدة لتنظيم دورتين اثنتين من كأس العالم، وملعبين اثنين في مستوى التظاهرات الكروية القارية مازالا قيد الإنشاء ومشاكل اجتماعية وسياسية بالجملة وحدود مغلقة وإرهاب مطوق و.. و..! ولن نسوق أقوال وزير الرياضة أو غيره الأقرب إلى الهذيان، فهناك دائما أمر واحد يبعد الجزائر عن الواقعية وهو ما يسمى عندهم "سياسة البريستيج" (العظمة مامنوش.. عندنا)، عبر عنها إحدى التعليقات الطريفة بالتركيبة التالية: أولا- الجزائر قادرة على تنظيم دورتين من كأس العالم.. ثانيا - الجزائر منتخبها الأقوى في العالم قادر دائما على الفوز بكأس إفريقيا.. ثالثا- الجزائر القوة الإقليمية الأولى والتي يهابها الكل.. رابعا- الجزائر مساندة حركات التحرر وتصفية الاستعمار وعلى الجميع أن يكون طوع أمرها وينفذ رغباتها لرد جميلها وأفضالها.. خامسا الجزائر الوحيدة التي لها الحق في أن تعيد رسم خريطة جيرانها والاقتطاع من وحدتهم وعدم السماح لأحد بأن يناقش حدودها الفعلية وأمورها الداخلية !.. ويضيف أن مسألة تحرير تجارة الخمور بالجزائر قال عنها وزير أوقاف إسلامية وليس وزير تجارة علماني أنها "قرار سيادي" بكل بساطة!  

 الوحيد لحد الآن الذي تكلم بالمنطق والواقع في غالب الأحيان، هو حفيظ الدراجي مذيع بين سبور الرياضية، حيث قال أن عدم حصول الجزائر على كان 2019 و2021 كان يجب أن يوضع في الحسبان، فكيف إذن الأمل في الحصول نسختها لسنة 2017؟ كما كان يجب الاحتراس من رفض الجزائر تعويض المغرب في كان 2015، فحياتو لا ينسى الإساءة أبدا (قالت حينها الجزائر أن الرفض كان احتراما لمشاعر المغرب لكن ما كان يحاك في الكواليس هو ما أسفرت عنه العقوبات الكارثية في غياب روح التضامن). وإذا ما أضفنا استقرار الجابون واستثمارها في سياحة تنافسية ببنيات فندقية متنوعة، إضافة إلى تطور بنيات النقل و التواصل وملاعبها ذات المعايير الجيدة، وانفتاح البلد والأمن السائد فيه (بعيدا عن محاذير الإرهاب المعشش في أماكن معروفة تهدد الأجانب باستمرار)، سنعرف ودون مقارنة جارحة، لماذا اختار أعضاء الكاف الغابون بدل الجزائر لاحتضان هذا العرس الرياضي الإفريقي. هنيئا للأول وحظا سعيدا للثاني مستقبلا.



 وتصوروا معي خطورة تنظيم كان 2017 في جزائر غير مستقرة اجتماعيا ولا سياسيا الآن، وحصول مواجهة كروية مع المغرب، وطبول الثأر التي ستدق وربما أعلام بوليزاريو الوهم التي سترفع في الملاعب أو حتى استدعاء عبد العزيز من مستشفاه ليشاهد المقابلة وتفوق "محاربي الصحراء"، والمواجهات التي ستنشب و.. و.. لاقدر الله. فهم الذين قالوا بأن المغرب تراجع عن تنظيم كان 2015 خوفا من هزيمة مؤكدة أمام الخُضر، والواقع بغينيا الاستوائية أثبت العكس وساهم في تعرية الواقع.  وفي هذه الحالة فالغابون أرحم وليتنافس المتنافسون بعدما أنصف القضاء الدولي قضيتنا مع الكاف، وبانت معالم فريقنا الوطني والخير في المستقبل إن شاء الله بغير طبول ولا كلام في غير محله.



الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق