أخبار عاجلة
/ بدون تصنيف / "الزين اللي فيك" وباقي الأساطير المؤسسة لحداثة التوحش!.. (1)

"الزين اللي فيك" وباقي الأساطير المؤسسة لحداثة التوحش!.. (1)




من الظل إلى الشمس – توفيق بخوت:   
   في زمن هوية المسخ واغتراب المفاهيم هذا، وفي صدد "تغول" فئة معروفة من أشباه المناضلين والفنانين ومثقفي الـثنائية - العقدة: "القنينة والسرير"، تعود بي الذاكرة إلى موقف جد معبر في ثمانينيات القرن الماضي، حكاه لي المحامي المخضرم الكتاني في مكتبه بشارع محمد الخامس في قلب الرباط، وأنا مازلت في بداية المعرفة والتعرف على ما يجري خارج أسوار المدرسة، وفي وقت كانت فيه "الفواحش الأدبية" ما ظهر منها وما بطن، لا تتعدى الجدران المغلقة وصفحات الروايات اليتيمة والمجلات الإباحية التي تُتداول خلسة.. قال لي جوابا على سؤال حول نشر شكري (غفر الله لنا وله) لسيرته "العارية" والموغلة في "العري"، من خلال رواية "الخبز الحافي"، بأنه طرح عليه سؤالا لم يجد له المرحوم جوابا غير طأطأة الرأس، مفاده: "هل تقدر يا سي شكري على التعري تماما أمام أمك وأبيك؟ لقد تعريت يا هذا على شعب بأكمله!".. وها نحن اليوم أمام أفعال ومحاولات أشنع وأفظع يقوم بها أفراد معروفون بأمراضهم المستعصية وأجنداتهم المشبوهة.. وما دمنا بصدد الحديث عن ""الزين اللي فيك" الذي اتخذ الآن موقع الريادة على باقي الأساطير المؤسسة لحداثة التوحش والانسلاخ عن الهوية، نقدمهم كلقطات معبرة على الطريقة السينمائية أيضا...

اللقطة الاولى: عيوش وجواريه المُدرة للربح السهل والشهرة الرخيصة...
 أستحي من ذكر هذه الجملة في نصها السينمائي الشعبي حسب مُعجم مُخرج زمانه نبيل عيوش، لكن للأمانة الأدبية ضروراتها لفضح ما ابتلينا به من "محظورات" إن لم نقل "قاذورات"، حيث تغني الممثلة غير المحترمة لبنى أبيدار، التي فاقت في فُجر لسانها وعهر حركات جسدها مَجمع مومسات حقيقيات بأكمله، ما يلي: "يا سلامي عليكم يا سعودية.. يا ناكحي الفروج المغربية" (تحويل مُخفف طبعا من الدارجة المغربية). والمشهد عبارة عن احتفالية ماجنة في فضاء قديم بأقل ما يمكن من التكاليف طبعا، يؤثثه شخص قزم وشاذ غريب ومومسات حقيقيات، وشخص لم يتوفق في أداء دور السعودي "المكبوت" والثري الفاحش، بما أن الخمرة المستهلكة من النوع الرخيص الذي يُقبل عليه الشباب المنحرف في ظلمات الدروب وأقبية العمارات! هذا ولقطات أخرى لا داعي للترويج لها، بما أنها تُمثل "مبنى" و"معنى" فيلم منحط بأكمله، يحمل ظلما أو تشنيعا عنوان "الزين اللي فيك"، دون أن تتحرك شعرة واحدة من زعيمات وزعماء الحركات النسوية والحداثة الممسوخة والملغومة بمملكتنا السعيدة! عيوش إذن تجرأ وذهب بعيدا في طريق اللاعودة، مؤسسا لثقافة جواري العصر الحديث المدرة للربح والشهرة. ولينتظر العواقب بعد ان نجح في استفزاز شعب بأكمله.

اللقطة الثانية: سقراط وحواريوه، ابتسام وزينب من أتباع مذهب ثقافة الحائط...
  عندما يحتل المشهد المغربي أشخاص مثل سقراط حامل لواء "العيلم" بدل العلم، الذي ينسب إليه اسميا الفيلسوف اليوناني ظلما، والخارج لتوه من تجربة السجن "المفيدة" جراء الاتجار في المخدرات، بعد أن أتقن زمنا دور المناضل المظلوم من طرف "المخزن" و"قولب" جمعيات حقوقية بأكملها، لم يكتف بما كتبه بالدارجة من فظاعات لفظية وأفكار "اغترابية" على موقع "كود" التقدمي جدا، بل حول حائط حسابه الفايسبوكي إلى وسيلة جهنمية لتصفية حساباته "المريضة" مع الدولة والدين والمجتمع، مطلقا النار على كل شيء يتحرك.. حيث صار له "سقارطة" أتباع و"خليلات" لا يبارحن مضجعه ومخيلته، وطاولة وطقوس كتابة "خمرية"، بالصوت والصورة أيضا كدليل!..
 فلا هو ترك القذف في الأعراض بالتعريض بوالدة بطل سباقات السيارات بناني وباختزال المرأة في مؤخرة مكتنزة مع نسبة التعليق إلى المفكر فوكو! ولا التلاعب بخبث في مأساة فاجعة ضحايا حادثة طانطان الذين ترحم عليهم "صوريا" قبل أن يمر إلى الأهم وهو أن "كريمات" الملك السخية التي ستنسي والديهم حُرقة الفراق! بل والتلميح "الخاسر" إلى حادثة استشهاد الربان البطل بحتي في اليمن، بقوله أنه يحمد الظروف التي لم تجعله يكمل دراسته حتى لا "تخرج مصارينه" في الأخير بسبب الحوثيين! أما أم المصائب فهي قوله لماذا إنكار الشيخ الصمدي في دعواه بأنه قطع المسافة بين طنجة والدارالبيضاء في بضعة دقائق وتصديق أن الرسول (ص) اخترق "الثقوب السوداء" في رحلته إلى السماء (الإسراء والمعراج)!.. ويتححج في هذا مرة بالسخرية أو الساركازم، ويستشهد مرات بملهمه "إسبينوزا" أو بالخمرة التي لعبت بعقله، و"المسخوط" أو "الملعون" سيان، لم يتعد الثامنة إعدادي في دراسته! فمن أين له بكل هذا الذي يسميه بـ"العيلم" ومن أين له هذه الجرأة حتى يقذف ويجذف هكذا وبلغة دارجة تليق بحيطان المراحيض، التي لها ثقافتها الخاصة بعد كل جولة "غائط" منفسة، التي ترسمت أيضا بفضل جهود وتصريحات ابتسام لشكر زعيمة حركة "لالة ومالي" لأكل رمضان وشرعنة "القبلات المسروقة" في الشارع، والتي وصفت المغاربة أجمعين بـ"المكبوتين" عقابا لهم على قول "اللهم إن هذا منكر" لمثلها الأعلى نبيل عيوش، ولأنها لم تتقبل أن ينشروا غسيلها الوسخ في نومها مع شخصين على سرير واحد عقب جولة "مشهودة" من جولات المرحومة 20 فبراير "المجيدة". دون أن ننسى جولات زينب الغزوي التي كرست معرفتها بالأديان كما تدعي في خدمة شارلي إيبدو المعادية للرسول (ص)، وهاهي اليوم على الرصيف بعد اختلافها مع "معبد" الحرية والتسامح! واللائحة تطول لأن المتربصين والخائفين لحد الساعة مازالوا ينتظرون فرصتهم للإفصاح عن رغباتهم وذواتهم المريضة. وهذا ما يجعل الحكومة محقة في تنزيلها لمشروع قانون جنائي صارم، إذ لا نريد أن يتحول المغرب إلى "ماخور" كبير وقمامة لأمراض الغرب ومعتوهيه، تخرس فيه ألسنة جمعيات حقوق المرأة والإنسان والحيوان، وتنشط فيه مخيلة مخرج فاشل لكي يندد بأقدم مهنة في التاريخ يساهم ويبيح لرواجها بأفعاله هو وأمثاله من مناضلي "البراتيش" و"السهرات الخاصة"...
 كل هذا وليس لبنكيران رئيس حكومتنا المثير للجدل الحق في زلة لسان أو إيحاء لفظي أو حتى السماح بتعدد الزوجات في تشكيلته السياسية، ولكن لفناني ومنظري آخر زمن امتياز "تشييء" و"تعرية" المرأة وجعلها مخبر تجارب "حرية" و"تحرر" مُنفلت من كل ضابط سماوي أو وضعي! وقانونه الجنائي يُحارب باسم نفس "الخطايا" التي تُفقدنا وإياها (أي المرأة) ماء الوجه والكرامة والعزة وحتى الهوية، التي أسال أجدادنا وجداتنا دمائهم بغزارة للحفاظ عليها! (يتبع)

الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق