أخبار عاجلة
/ , / "شارلي إيبدو".. هل استثمار الاستفزاز ورد الفعل مربح جدا؟..

"شارلي إيبدو".. هل استثمار الاستفزاز ورد الفعل مربح جدا؟..



 المواطن نيوز-"ولنا تعليق":
جريدة "شارلي إيبدو" التي تصدرت أحداث 2015 الدموية، عنوان صنع اسمه من السخرية بـ"كل شيء" سماوي أو وضعي إلى حد الوضاعة والاستهزاء بالأديان والرموز إلى حد الدناءة. ويبدو أن آلتها الإعلامية الجامحة التي لا تعترف بالحدود الإنسانية والأخلاقية ولا القانونية لحرية التعبير أو النقد الساخر هي السبب الرئيسي في التضحية بخيرة رسامي الكاريكاتير لديها، بتقديمهم قربانا لعمل أقل ما يوصف به أنه إجرامي جبان يسيء إلى ديانة وأمة بأكملها لطالما أدارت ظهرها لـ"كلاب القوافل" النابحة...

 والنتيجة أن هدف هذه الجريدة "الفضائحية" قد أُعلن عنه في الحين ودماء الضحايا (التي من ضمنها الشرطي المغربي المسلم أحمد المرابط) لم يجف بعد، وذلك بالعزم على طبع مليون نسخة على غرار الجرائد العالمية، بما أنها حصلت على وسام البطولة والشهادة التي تضمن لها تعاطف الأعداء (الأحزاب المتطرفة والراكبون على موجة العداء للإسلام) والأصدقاء معا! وما خفي أعظم من حيث إمكانية التقائها مع أهداف منظمات عدائية تعمل في الخفاء. 

  عملية من ذهب قد تُسقط حفنة عصافير دفعة واحدة من الشجرة، وتخلق إشهارا ذي أرباح خيالية يصعب تحقيقها بطبعة ورقية في زمن الإنترنيت وعمالقة الإعلام المسيطرين. والطريق لتبرير عدائها للأديان جد سالكة ومربحة الآن.. حاولت "شارلي إيبدو"  منذ تأسيسها في 1970 الاستثمار في "الخطوط الحمراء" متخفية وراء قناع حرية التعبير، وحققت أرباحا كبيرة في عقد التسعينيات الماضي لتتدنى أرباحها مع عولمة الإعلام والانشغال بقضايا أكبر. فما هو الحل ياترى؟

  إعادة نشر اثنين من رسوم التي تمس برسول الإسلام عن الجريدة الدانماركية سيئة الذكر "يولاندس بوستن"، سنة 2006.. الإعلان عن طبعة كاريكاتورية جديدة مغرقة في الانحطاط الأخلاقي، بعنوان "شريعة إيبدو"، احتفاء "ملغوما" منها بفوز النهضة الإسلامية في الانتخابات التونسية سنة 2011، ورئيس التحرير هذه المرة قالوا بكل وقاحة وتجرؤ أنه الرسول الكريم!.. ليتحقق المراد هذه المرة بتلقيها قنبلة مولوتوف في مقرها، بيع كل نسخها بعد الصدور ساعات قليلة ونيل دفاع عدة جهات حزبية وحقوقية كانت تستنكر رسوماتها المستفزة إلى حد العدوان.. في 2012، سيشكل فيلم "براءة المسلمين" المقيت فرصة لإشعال نار المبيعات وذلك بتخصيص صورة كرسي متحرك و ملف كامل للرسول ص وتفاصيل أخرى غاية في الوضاعة..

 "شارلي إيبدو" نالت بسخريتها "المقذعة" كذلك من الرموز المسيحية بالنيل من المسيح وأمه مريم العذراء عليهما السلام، وكذلك الديانة اليهودية بإشارة "فاجرة" إلى اختلاف مؤخرة يهودي فيها عن مثيلاتها لدى الآخرين!..

  وإذا كانت استفزازات من هذا النوع تولد غالبا ردود أفعال دموية هوجاء مثل تلك التي أوقعت 12 قتيلا في قلب باريس.. فإن مهاجمة المسلمين والمساجد تبقى نتيجة ظرفية متوقعة. لكن ما يحز في النفس هو إقدام بعض المتهورات، المحسوبات على منظمات "مشبوهة" من نوع مدرسة “فيمن”، على أفعال عدائية غير محسوبة لأغراض شخصية، مثل تلك التونسية خديجة بن عباد التي أقدمت على عمل لا يقل جبنا وإرهابا بتصويرها ونشرها لفيديو حرقها القرآن الكريم بشقتها بباريس. واللائحة ستطول ولا شك. أي أن أمثال هذه لم يفهموا جيدا قول وزير الداخلية الفرنسي أن من تطارده فرنسا هو الإرهاب كشخوص وأفعال وليس الإسلام كدين ومبادئ و أنهم ليسوا أكثر حبا لفرنسا وحرية التعبير منه ومن الفرنسيين وسواهم من الأوروبيين!
  
  زعيمة حركة مالي (للدعوة إلى الإفطار في رمضان وأشياء أخرى)، زينب الغزاوي، اكتفت عبر إحدى المواقع الوطنية بما يشبه التفاخر بالحماية الأمنية التي ستخصص لها فور وصولها إلى باريس لمؤازرة زملائها في "شارلي إيبدو". وبما أنها تقدم نفسها خبيرة في "الأديان" بمساهماتها فقط في التعليق على الرسومات المسيئة وليس في المقارنة والتحليل البناء، تصبح الصورة أكثر كاريكاتورية لمتناقضات وأدوات استفاد منها فقط صانعو القرار الممولون لهذا المنبر الإعلامي الذي بنى مجده على القذف والحقد والأشلاء. ولم لا فكل شيء جائز في هذه المتاهة الكبيرة المسماة "العالم"!..
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق