"دقة تابعة دقة".. فنزويلا بدورها تستغني عن البترول الجزائري

المواطن نيوز-أخبار اقتصادية:

  في خضم احتجاجات عين صالح المتواصلة ضد استغلال الغاز الصخري وإصرار صوناطراك الجزائرية على إتمام مشروعها قصد زيادة الإنتاج وتعويض جزء من خسائرها في ظل "السقوط الحر" لـأسعار البترول العالمية، تأتي ضربة أخرى قاصمة وهذه المرة بإعلان الشركة  الوطنية الكبرى "بتروليوس دي فنزويلا" عن الإيقاف الفوري لتعاملاتها مع الجزائر في مجال شراء النفط الخام الخفيف، مُرجعة القرار المذكور إلى خلافات مع الجزائر بخصوص ثمن البرميل المرجعي. وبالتالي بقاء ما يقارب الأربعة ملايين برميل من الخام الجزائري في خانة الفائض.

 وإذا كانت "بتروليوس دي فنزويلا" قد أضافت أن قرار التوقف عن استيراد البترول الجزائري هو أيضا راجع لأسباب تقنية (صيغة مهذبة لتخفيف وقع الامتناع عن التعامل مع الجزائر)، فإن الجزائر بإصرارها على إبقاء سعر نفطها ضمن خانة المحروقات المرتفعة السعر في سوق يشهد كثرة العرض والأثمنة التنافسية جدا، بما أنها تريد تسعير نفطها من نوعية "صحراء بلاند" الجيد أغلى من "برنت" الأمريكي(!)، تساهم في تأزيم وضعيتها الاستيرادية وبالتالي وضعيتها الاقتصادية الداخلية التي تعتمد أكثر من 90 في المئة على موارد النفط والغاز. وهذا ما جعل الملاحظين يصفون سنة 2015 بسنة الشؤم أو النحس الجزائرية.

 ورغم أن فنزويلا بلد نفطي كبير تفوق احتياطاته النفطية نظيراتها الجزائرية المهددة بالنضوب في أفق الثلاثة عقود القادمة، فإن استيرادها لـنفط "صحراء بلاند" يدخل في إطار تخفيف نفطها الثقيل بنسب عالية من الكبريت، عن طريق المزج لإعادة تصديره إلى دول الولايات المتحدة والصين الشعبية وغيرها.