أخبار عاجلة
/ , / مزيد من الدراسات الدولية التي تؤكد مغربية الصحراء وتُسفه أحلام الجزائر

مزيد من الدراسات الدولية التي تؤكد مغربية الصحراء وتُسفه أحلام الجزائر



 المواطن نيوز - قضايا ودراسات:
 في قصاصة لـوكالة المغرب العربي للأنباء، تم تقديم دراسة حديثة للـأكاديمي اليوناني قسطانطينوس كوليوبولوس من 40 صفحة، يَخْلُص فيها أستاذ السياسة الدولية والدراسات الإستراتيجية بـجامعة بانثيون بـأثينا وأستاذ الدراسات الاستراتيجية بمعهد الدفاع الوطني اليوناني، أن حقوق المملكة المغربية التاريخية في المنطقة الجنوبية سند شرعي لكل ما قام به المغرب من أجل استعادة وحدته الوطنية والترابية التي حاول الاستعمار الإسباني جاهدا أن يمنعها (وإلى الآن!). وبناء على ذلك فأحقية المغرب في صحرائه تابثة وببراهين شتى. ومن شأن دراسات كهذه والاستناد على المعطى التاريخي-السياسي أن يُسفه أطروحات الخصوم، التي يريدون فرضها ضدا على التاريخ والجغرافيا وبالرشاوى التي وصلت رائحتها من واشنطن، حيث قامت ضجة كبيرة حول تسلم هيلاري كلينتون خِفية باسم مؤسستها، 500.000 دولار من الجزائر، وهذا أول الغيث مع اقتراب الرئاسيات الأمريكية! وفي هذا الصدد توجد آلاف الشواهد والوثائق التي تؤكد روابط التاريخ والبيعة والدولة والإدارة مع الصحراء المغربية، نورد بعضا منها، ما دامت الحقوق التاريخية تحتل قلب "النزاع" و"الدفاع" معا...
أول ما يستوقفنا في هذا الصدد هو إشارة المؤرخ ليون گودار الذي تأسف في مؤلفه "وصف المغرب وتاريخه" الذي يعود إلى سنة 1860، على "التاريخ المغربي الذي كتبه جملة من المغامرين (من أمثال الأب والجندي شارل دو فوكو) وأجانب غير مؤهلين وعبر حكايات مبهمة ومجزأة تهمل التركيبة القديمة للـمجتمع المغربي المُتأسس على عائلات وقبائل..". وبالتالي فإن الاعتماد على مراجع مشبوهة كهذه فيما بعد، كانت لتدعيم الأطماع الأجنبية في المغرب الكبير الذي وصفه جان بابتيست إستيل قنصل فرنسا بـسلا سنة 1698، في رسالة إلى وزير الخارجية آنذاك جان فريديريك دو مورباس، بـالإمبراطورية الشاسعة التي "تمتد دون انقطاع من المتوسط إلى وادي السنغال". وأن السكان شمال البلاد وجنوبها هم نفس الساكنة المغربية يؤدون الضريبة للـسلطان.
 في حين جاء إحصاء 1880 الذي قام به الجنرال الفرنسي گاليني وسط الأفارقة غير السينغاليين في مختلف مناطق السنغال مؤكدا مغربية المقيمين المنتمين إلى أهالي وقبائل التكنة، الترارزة، إيدا أوعلي، سميسيد، شنگيط، تاگانت مُصنفا إياهم بـالمغاربة كنظرائهم القادمين من فاس، مراكش، تافيلالت، تارودانت، آيت باعمران و حتى تمبوكتو.
 وعلى صعيد الإمامة والسلطة المركزية، كتب المقيم العام المارشال ليوطي نفسه رسالة شديدة اللهجة إلى جورج ليگ رئيس مجلس الحكومة الفرنسية، يُعارض فيها إلحاق فرنسا لـموريتانيا الحالية بـإفريقيا الغربية سنة 1920، يُذكِر فيها بقوة بأن "السلطان هو الإمام الجالس على العرش، والعاهل السياسي، وهو قبل كل شيء القائد الروحي لجميع المسلمين بـالمناطق المغاربية (ركزوا على لفظ مغاربية)، بل وما وراء هذه المناطق إلى غاية تمبوكتو كما عاينت ذلك شخصيا (أي ليوطي) خلال الحرب.. فـالمسلمون يعتبرون السلطان قائدهم الروحي الوحيد بـالمنطقة، بينما يعتبرون الخديوي بـالجزائر وتونس مجرد موظفين أتراك (هكذا!)". وكان المارشال ليوطي قد سبق وأكد سنة 1911 على أن المفاوضات الجارية بين فرنسا وإسبانيا "لن تسفر إلا عن مشاكل مع السلطان ومع رعاياه في الصحراء".
 على صعيد الإدارة، فيعطي منْح باشا مدينة الصويرة لـبعثة استكشاف جغرافية إيطالية بـواد نون ترخيصين في سنوات 1869 و1876ن مع مُرافقة جنود نظاميين مغاربة لهم، دليلا آخر على وجود روابط إدارية وترابية مرتبطة بـالسلطة المركزية. فجميع تصاريح السفر والاستكشاف كانت تتم بموافقة باشا الصويرة، سلا، طنجة أو السلطان نفسه، لكي يتنقلوا دون مشاكل مع سلطات المخزن أو شيوخ القبائل الصحراوية في الأقاليم المغربية بـالجنوب.
أما على صعيد المعاملات التجارية، يشير تقرير بعثة إنجليزية يعود إلى سنة 1577، نشرته مجلة "جنتلمان ماغازين" في مارس 1810، إلى أن إنجلترا تجد في المغرب "منفذا هاما لسلعها المُصنعة. كما تحصل من المغرب في المقابل على زيت الزيتون والجلود الجيدة الناعمة ومسحوق الذهب والصمغ العربي الذي كان يحصل عليه المغرب من أقاليمه السودانية (الجنوبية)". معاملات كانت تُؤطرها معاهدات وتتطلب تراخيص من السلطة المغربية للسماح بنشاط أجنبي في أقاليمه الجنوبية بـالصحراء.
 أضف إلى كل هذا شخصية الشيخ ماء العينين الگلگمي رجل الدين والمحارب الصحراوي الفذ، إضافة إلى المستشار والتابع الأمين والمخلص لخمسة سلاطين علويين، مدوه بكل ما يحتاج لتنفيذ مهامه العسكرية والسياسية في مواجهة الأطماع الغربية في الصحراء، ولم يتوان هو في الدفاع عن وحدة الوطن بمشاركته على رأس كتيبة صحراوية إلى جانب الجيش السلطاني في عدة "حركات" ومعارك. ليأتي اليوم أعضاء من "قدماء نادي الجيش الفرنسي" وبقايا الاشتراكية السوفياتية البائدة، يتحكمون في السلطة والثروة بـالجزائر، يتكلمون بكل صفاقة عن الاستعمار وحق تقرير المصير!
*("الصحراء بين الماضي والحاضر" لمحمد البغدادي ومراجع أخرى)


الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق