كلميم: ذهب الوالي العظمي وبقي رئيس المجلس بلفقيه ومعه "الصداع"!

المواطن نيوز-أخبار وطنية:

 من النادر أن يتضامن الرأي العام وهيئات سياسية وجمعوية في منطقة ما مع مسؤول سلطوي، ويصدر فيه بالتالي بيانات النزاهة والتصدي للفساد والتفاني في أداء الواجب.. وهذا ما وقع بالضبط في كلميم إثر تنفيذ قرار تنقيل والي جهة كلميم-السمارة محمد عالي العظمي، وذلك في إطار حركة تنقيل رجال الإدارة الترابية بـوزارة الداخلية الأخيرة.

وإذا كان رئيس المجلس البلدي لـكلميم عبد الوهاب بلفقيه (الاتحاد الاشتراكي) قد فسر ما لا يصعب تفسيره، بعد أن تلقى غضبة المجتمع المدني بمدينته، حول رحيل الوالي العظمي الذي لم يلازم منصبه أكثر من عام وبقائه هو مع سيل من الاتهامات بالفساد (طارق السباعي مؤخرا في ندوة الهيئة الوطنية لحماية المال العام)، قائلا بأن تعيين الولاة والعمال هو اختصاص جلالة الملك باقتراح من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وفقا للـدستور المغربي، وليس وزارة الداخلية... وإذا ما أضفنا تنصل العدالة والتنمية من بيان تضامن مع الوالي العظمي صاغته ووقعت عليه كتابة حزبه بـالجهة المذكورة رغم المخاطر الانتخابية التي يحملها هذا التبرؤ الذي لم تحذ حذوه الأحزاب الأخرى الممثلة في الحكومة كـحزب الاستقلال، فإن الفيضانات الأخيرة بخسائرها البشرية والمادية الهائلة يمكن أن تكون قد عجلت بهذا التنقيل، الذي تم تحميله بحمولة قبلية من حيث انتماء الوالي العظمي لـقبيلة الركيبات الغالبة في المنطقة أو الصراع الخفي بين الوالي ورئيس المجلس البلدي الذي يُضر بمصالح المنطقة إلى غير ذلك.

 الأدهى من هذا هو مناداة ائتلاف الهيئات السياسية والجمعوية (فروع التقدم والاشتراكية، العدالة والتنمية، الاستقلال، التجمع الوطني للأحرار، جبهة القوى الديمقراطية، وجمعيات حقوقية) المآزرة للـوالي العظمي إلى نقل الاحتجاجات إلى الخارج عبر دعوة الجالية المغربية إلى الوقوف أمام السفارات. وهي سابقة غير مرغوبة بتاتا في هذه الظرفية!