أخبار عاجلة
/ , , / شمال إفريقيا يدفع ثمن أخطاء كارثية لتدخلات الجزائر في الشؤون الداخلية لجيرانها

شمال إفريقيا يدفع ثمن أخطاء كارثية لتدخلات الجزائر في الشؤون الداخلية لجيرانها


المواطن نيوز-سياسة دولية:
 لماذا تصر الجزائر على معاداة أطراف ومبادرات لا تكون فيها هي المحرك أو المهيمن؟ لماذا تلعب بالنار التي أحرقتها طويلا في الداخل عبر لعبة العسكر والإرهاب المضاد؟ ألن تتوقف عن ديبلوماسية "حوار فرقاء" فاشلة ومهدرة لمواردها المالية ومجهودها الاستخباراتي والخارجي الموزع على مالي وليبيا وموريتانيا دون إغفال مخيمات تندوف والشريط الحدودي مع المغرب؟ هل "ديبلوماسية الرشاوي" في إفريقيا لفسح المجال أمام ديكتاتوريين كبار من أمثال  موغابِي للـهجوم على المغرب، عبر حديث - مسخرة عن حقوق الإنسان والديمقراطية التي "مسح بها الأرض" في بلاده، وكذا "ديبلوماسية الوقيعة" لإفساد العلاقات مع أصدقاء وحلفاء المغرب التقليديين، يعتبر تكتيكا ناجعا ورادعا لـدولة عريقة وخبيرة مثل المغرب؟.. مما لا شك فيه أن إصرار "صقور الجزائر" على التعامل بعقلية الحرب الباردة البائدة والعقيدة البومديينية المتخلفة، رغم أن غليان الداخل الجزائري بشدة يجر البلاد شيئا فشيئا نحو خريف دموي آخر مشابه لسنة 1988، قد تكون نتائجه وخيمة ولن ينفع معها انقلاب آخر على جبهة الإنقاذ الإسلامية أو غيرها، مثل الذي حدث في سنة 1992... وفي هذه الحالة ستخسر الجزائر كثيرا لفائدة مصالح غربية متربصة بها وحتى تصفية لائحة حسابات قديمة تورطت فيها! 
  كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن سلسلة الأخطاء الجزائريَّة الفادحة المرتكبة في الأزمة المالية والليبيَّة، والتي تدخل في سلسلة معروفة من التدخلات الكارثية وحتى المساس الصارخ بـوحدة الجيران، بدءا بالصحراء المغربية، والتي يدفع  فاتورتها الثقيلة مغرب عربي معطل، ومنطقة شمال إفريقيا مهددة برمُّتها بفعل لعبة مصالح متشابكة، يعتبر فيها الإرهاب المُوجه حجر الأساس في استراتيجية فرض هيمنة إقليمية قد ينقلب فيها السحر على الساحر، وكاد يؤدي في مرحلة سابقة إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع مصر القوة الإقليمية التقليدية (احتمال المواجهة مازال قائما وفي صالح قوى وخطط خارجية)، بعدمَا وقف جنرالات الجزائر (المعروفين بـنادي قدامى الجيش الفرنسي) بقوة ضد تدشين علميَّات عسكريَّة حاسمة لدعم الوحدة والشرعية في ليبيا ما بعد القذافِي.
 والكل يعرف دور ميليشيات البوليساريو التي أرسلت على عجل لمساعدة عرابها التارخي القذافي، وكذا ملابسات تفجير السفارة الجزائرية في طرابلس بعد نجاح الثورة، التي تم تلغيمها ومعارضة وحدتها بـعناصر إرهابية تنشط على محور الخط الموريتاني-المالي الخارج عن السيطرة إلى غاية الحدود المصرية، لتدشين ممر إرهاب مفتوح وآمن لخدمة مصالح مشبوهة لطرف معروف في المنطقة.
 فـالحوار من أجل إحلال السلم في أجلى مظاهره، حسب الطريقة الجزائرية، يقوم مثلا على دعم ميليشا "فجر ليبيا" من جهة، والدعوة في نفس الوقت إلى حوار سياسي بين الشرعية والجماعات الإرهابية بعد سفك الدماء (على رأي ذ. السليمي في تحليلاته الموفقة على موقع هسبريس)! وعندما تعلن أطراف ليبية عن اختيارها المغرب لـجولة حوار الخميس المقبل برعاية الأمم المتحدة، فذلك لن يرضي الجزائر حتما وستحاول بشتى وسائلها المعروفة عرقلته والتصعيد بكل شيء متاح، كما فعلت في ملف مالي الذي تدعو إليه الجزائر في كل حين بعض أطراف الأزمة فيه للاجتماع على حوار عبثي بدون مبادئ ولا خلاصات، المهم أن يجتمعوا عندها! وهنا تبرز خبرة المغرب و"مَعْلَمته" التي تزيد من سُعار الحاكمين في الجارة الشرقية.    
  وكما يعرف الجميع، من الذي سمح بدخول الإرهاب إلى جبل الشعانبي بـتونس التي تعيش استقرارا هشا في أعقاب صعود النهضة إلى السلطة، وكيف تحتم على الرئيس التونسي الجديد زيارة ومجاملة الجزائر لتلافي شر عدم إدخال جارتها المقلقة في الحساب؟.. في حين تتصدر الجماعات الجزائرية كـجماعة "مختار بلمختار" وغيرها عناوين تحركات غريبة في المنطقة، فيما تخرج السلطات الجزائرية بخبر غريب بخصوص محاكمات الإرهابيين لاتقل غرابة،  فقاتل المواطن الفرنسي هو نفسه قاتل رهبان تبحرين الفرنسيين، ولما لا صاحب المجازر الجماعية في بن طلحة والرايس وسيدي يوسف وكذلك الرئيس بوضياف، في ظل امتناع الجزائر عن إشراك أطراف معنية كـالفرنسيين في التحقيقات لدعم روايتها! فيما يقول متتبعون بأن السر في كل هذا هو أن الجزائر بدأت تتخبط بيأس في شباك صنعتها بنفسها!

الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق