المواطن نيوز – لنا تعليق:
الجزائر جد حانقة على المملكة المغربية لأنها ستحتضن جولة حاسمة من حوار
الفرقاء الليبيين. ومصدر الحنق هو أن أخطاء المخابرات العسكرية بالجار الشرقي تفاقمت وأصبحت خطيرة وغير محسوبة
العواقب، حتى على الداخل الجزائري القابل في كل لحظة للانفجار...
فنضوب الطفرة النفطية حدت من هامش استعمال
فوائض العائدات في شراء التحالفات وحبك خطط الهيمنة واستثمار
الأزمات. ونجاح النموذج التونسي للـديموقراطية بعد محنة
إرهاب "جبل الشعانبي" المدعم بأموال "صديقة" قيل أنه يهدد
الجزائر نفسها ويجعلها تتدخل بشكل أرعن في المستنقع الليبي، لكي لا
تصبح مطوقة بثلاث ديمقراطيات: المغرب وتونس وليبيا
(على رأي الخبير عبد الرحيم المنار اسليمي)، وقبلها مالي لفرض
هيمنتها و دورها الإقليمي المنتظر منذ الراحل بومدين، عبر معاكسة الغرب
في الجنوب الغني بالـثروات المعدنية وعزل المغرب عن امتداده التاريخي
والعلائقي، بدعم فصائل معينة وإجبارها على التوافق في عاصمتها بما
يخدم أهدافها، عبر جولات حوار قسري هرب منها آخرون! ومن سخرية القدر
و"شيخوخة" الرؤية والمفاهيم عند جنرالات الجزائر، أن ما
قدمه المغرب في إطار الحكم الذاتي في أقاليمه الصحراوية أفضل
بكثير من طرح الجزائر لنسخة "مشوهة" تتضمن فترة انتقالية
تطول ما بين 10 و 15 سنة لأجل إحلال السلام في مالي!
ورجوعا إلى ليبيا التي سيخوض فرقائها حوار
الفرصة الأخيرة لتلافي الفوضى الشاملة التي ستريح وتقوي الجزائر
كثيرا، فإن تصحيح أخطائها هناك سيلقنها درسا قاسيا في الواقعية والحسابات
الصحيحة، ويضعها بالتالي فوق صفيح ساخن لايبرد، والسحر غالبا ما ينقلب على صاحبه!
فـمشروع الجزائر في ليبيا يستثمر
في الانقسام وتناحر الميليشيات، واستقبال ودعم القيادات الإسلامية المتشددة
من أمثال قائد الجماعة الليبية المقاتلة (الموالية للـقاعدة) عبدالحكيم
بلحاج، الذي ذُكر أن عدد زياراته للـجزائر فاقت الـ20 مرة. وهي "حماقة"
استراتيجية مابعدها حماقة! فهناك مخازن أسلحة متطورة وكيماوية
تهدد منطقة بأكملها إن تحصل عليها أحد الفصائل، خصوصا "تنظيم
الدولة"، وهناك أيضا العقيد المتقاعد حفتر الذي استنجد بـالسيسي
وجيش مصر لوقف طموحات الجزائر، وهلم جرا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق