"ما كاين باس" – عبد الحميد الناجح:
بعد عشرة 25 سنة من الزواج،
بحلوها ومُرها وعناء تربية الابناء ووقوف زوجتي إلى جانبي وفية طيلة هذه السنوات،
رغم قساوة الظروف وضيق ذات اليد، لم أعهد في زوجتي أن خالفتني قط الرأي. وكنت أقود
السفينة بما يرضي الله إلى أن خرج لنا رئيس حكومتنا الموقر المحبوب، الذي صوتنا عليه
وعلى حزبه آملين في مساعدتنا على قيادة سفينة العيش الكريم. فإذا بي أقوم ذات صباح
لأفاجأ بزوجتي رافضة أداء صلاة الفجر من ورائي، متحججة بأنني لا أقدر على منحها 20
ألف ريال!
ولما سألتها لماذا هذا التمرد
المفاجئ في عُشنا الهادئ، وما معنى 20 ألف ريال بالضبط؟ أجابتني ندا للند ورأسها
مرفوع في وجهي: "منين هضر الراجل وليتي كاتبان ليا قزم، حيت ما كاتفوتش ليا 4
ألف ريال"! وأضافت قائلة: "الله يعز بنكيران لي غادي يعطيني خمسة د
المرات داكشي اللي كاتعطيني انت.. غير طلقني تولي عندي خلصة.."!
حاولت تمالك غضبي وقلت لها بلطف:
"يا زوجتي الحبيبة ألا تراعين عشرة كل هذه السنين والأطفال الذين يجمعون
بيننا؟"، أردفت قائلة: "لك حل
من اثنين: إما أن أكون مطلقة أو أرملة، وفي كلتا الحالتين سأحصل على 20 ألف
ريال". فوجئت وقلت لها: "أرملة وأنا على قيد الحياة؟".
أجابتني:" يا مغفل، بنكيران عاق وانت ماعقتيش، لو انك تنصت إلى كلام العيالات
في الحمام لوجدتهن يتآمرن على أزواجهن سواء بطلاقهم أو دفنهم"!
بعد هذا الحديث نورتني زوجتي على أن سياسة
حكومتنا الموقرة وعلى رأسها بنكيران المحبوب والشعبي جدا تضع تفرقة الأزواج وخراب
البيوت على رأس أولوياتها.. يا لها من سياسة حكيمة تغنيني عن مصروف البيت اليومي
وتعطي فوق كل هذا 20 ألف ريال لطليقتي.. هل أنا وزوجتي المغفلين لمدة 25 سنة، أم أن
الحكومة هي المغفلة لأنها ستتحمل نفقات طليقتي؟ وفي خضم كل هذا استيقظت مفزوعا من
نومي لأجد زوجتي المسكينة راقدة بجانبي ولم يحن بعد وقت صلاة الفجر! واعوذ بالله
من شر الكوابيس..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق