المواطن نيوز – دولية:
بينما كان الجنود العراقيون يقاتلون
فلول داعش في تكريت يوم الأربعاء الماضي، قامت طائرات تابعة
للـجيش الامريكي بقصف قاعدة للـجيش العراقي في محافظة
الأنبار غرب العراق!.. تقارير
متواترة أكدت الخبر – الصدمة، وعرت واقعا لا يحتاج إلى تفسير، لاسيما وأن الولايات
المتحدة تسعى لإضفاء الطابع الرسمي المبرر لتدخلاتها العسكرية الآنية
والمستقبلية بحجة ارتكاب جرائم حرب ضد تنظيم فاق كل تطرف، الذي يذيع على
الملأ مجازره وفظاعاته دون أن تهتز شعرة واحدة في أوساط العفو وهيومان
ووتش وغيرها!..
كثيرة هي التقارير التي تكشف عدم جدية الولايات
المتحدة الأمريكية في محاربة جماعة داعش، بل وترددها الذي يميل إلى
أشياء غامضة توحي بالتورط في تهديد أمن مناطق بأكملها وفق مصالحه. وعليه
بدأ يتضح حجم خدعة كبرى تسمى تنظيم الدولة في العراق والشام، وأخيرا
ليبيا التي دخلت فيها الألوية السوداء إلى قلب طرابلس تحت
أنظار "فجر ليبيا" وغيرها!
وإذا كان تحالف مكون من 12 دولة
تحارب داعش بضربات تميل إلى الاستعراض لهزالة نتائجها، فإن الضربة
الأخيرة "الموفقة" للـولايات المتحدة وُجهت لـقاعدة عسكرية
عراقية "صديقة"، بواسطة صاروخين
تسببا في مقتل 45 فرد ما بين جندي وضابط، وجرح العشرات منهم أيضا!!!
أي أن غارة واحدة ضد القوات العراقية، تمكنت من فِعْل ما لم يُفْعل
في داعش مع العشرات من الغارات!
فكيف
ستشرح الولايات المتحدة هذه الهِمة والدقة في إصابة الهدف؟ ومن لديه
المصداقية بعد ذلك لمحاسبة الأنظمة الأخرى على تدخلات مماثلة بدعوى عقاب
على اقتراف جرائم حرب ومثيلاتها ضد الإنسانية والشعوب وحقوق
الأفراد والطوائف؟ هل يسعى تدخل واشنطن ضد الجيش العراقي
إلى تخويف بغداد وكبح حماسها الذي يعارض مخططات خفية لمستقبل المنطقة، أم
أنه عقاب ضمني على حضور الحرس الثوري الإيراني في الحرب على داعش
التي تقدم نفسها سنية؟ أم حتى إصرار العراقيين على عدم رجوع القوات
الأمريكية مجددا إلى أرضهم؟..
المؤكد الآن هو وجود تماطل لا مبرر في تسليم الدعم
العسكري الأمريكي الموعود إلى العراق، وقيام عضو مجلس الشيوخ السيناتور
باتريك ليهي، وفقا لـرويترز، بالتهديد بإيقاف المساعدات العسكرية
للـعراق، إذا ما كان "الجنود العراقيون يرتكبون جرائم
حرب" ضد عناصر داعش!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق