أخبار عاجلة
/ , , / عين صالح: سلطة مفروضة أم ثورة مسلوبة؟

عين صالح: سلطة مفروضة أم ثورة مسلوبة؟



المواطن نيوز – أحداث وتقارير:
  عين صالح احتجاجات ومواجهات لاتنتهي مع ساكنة مصرة على الصمود والمواجهة إلى حين تحقيق المطالب بتخلي عسكريي العاصمة عن مشروع الغاز الصخري، والذين يحاولون التخفي وراء السياسة والسياسيين.. شعارات المؤامرة الخارجية التي تستهدف إرث الثورة والشهداء!.. فكان الجواب البليغ والمُفحم على لسان أحد شيوخ المنطقة، منذ بداية أزمة عين صالح، على قناة الشروق الجزائرية: " نحن من أتينا بـالثورة إلى هنا، ونحن من أتينا بجبهة التحرير الوطني.."!..
   عين صالح، المدينة الجزائرية التي خرج سكانها إلى الشارع منذ أكثر من شهرين وقالوا بكل إصرار لا لاستغلال الغاز الصخري وتلويث ثرواتهم المائية، في تحد واضح للـعسكر ومن يدور في فلكهم من السلطة في العاصمة.
 وإذا كان الهدوء المشوب بالتوتر والترقب يلقي بظلاله القاتمة على مستقبل منطقة بأكملها، فإن التعزيزات الأمنية مازالت متواصلة ومَركبات الدرك الوطني تطوق الموقع النفطي غور محمود على بعد 28 كلم من المدينة، بعد مهاجمته من طرف  مجموعة من المتظاهرين مازالوا يعسكرون قربه في موقع سموه صمود 2، وكذلك على امتداد الطريق المؤدية إلى آبار غاز الشيست الصخري.
 تتحدث التقارير من عين صالح عن نقل 13 من المحتجين  مصابين بمختلف الإصابات إلى المستشفى المحلي، إذ يقول في شأنها شهود عيان: "حوالي الساعة 11:30 صباحا، شاهدنا وصول 18 سيارة رباعية الدفع الخاصة بـقوات الدرك الوطني و2 من كاسحات الثلوج(!) التي اندفعت فجأة نحو خيمتين للمحتجين نُصبتا في الموقع النفطي" قصد تخويف المتظاهرين، كما باشرت "الشرطة عملية تفتيش جسدي بحثا عن أسلحة بيضاء (مزعومة)" دون جدوى.. "لم نكن مسلحين، و صرخنا بأعلى صوتنا  أننا سلميون وأننا فقط ضد التكسير الهيدروليكي (للصخور النفطية)، دون جدوى أيضا.
 ويحكي بعض المصابين في أحداث السبت والأحد الماضي أيضا بأن أفراد "الدرك قيدونا بـالأصفاد، وربطوا رقابنا وأيدينا بأحزمتنا قصد شل حركتنا. أحدنا أُبْقِي على الأرض بضربات الأحذية الثقيلة على رأسه من طرف دركي.. وأحد الضحايا مازال يعالج في المستشفى جراء صدمات مختلفة".. وبعد انتهاء التدخل، جاء دور قائد المنطقة العسكرية السادسة بـتمنراست للتدخل بسرعة لأجل احتواء غضب الضحايا والساكنة باستدعاء لجنة الأمن بـدائرة عين صالح قصد استفسارها عن تدخلها العنيف. وبالطبع أُعلن عن اتخاذ إجراءات نموذجية في حق عناصر الدرك الذين اعتدوا على المحتجين(!). في حين لايستبعد نزول الجيش الوطني بنفسه لفض الاحتجاج بالقوة كما في حالات سابقة.
 إذن لغة المواجهات مرشحة للتصعيد، والقضية انتقلت إلى البرلمان عبر بعض الأحزاب السياسية التي رفعت بدورها شعار الرفض، ومدن أخرى تضامن طلابها وسكانها مع أهالي عين صالح، مما يجعل المستقبل السياسي غامضا في الجزائر بشهادة وسائل الإعلام المحلية. والدولة التي تراهن على القوة داخليا وفرض الأمر الواقع تقترب بخطى حثيثة نحو الإفلاس السياسي والمادي ومن ثمة حرب أهلية دموية أخرى لن تبقي ولن تذر.
  فيما يفرض سؤال لماذا تصر الجزائر أو الطبقة العسكرية هناك على لعب دور القوة الإقليمية والتدخل في نزاعات الجيران (مالي وليبيا والصحراء المغربية) مع صرف أموال طائلة هي في أمس الحاجة إليها، بعد انهيار أسعار النفط، مع أنها عاجزة حتى على ترتيب بيتها الداخلي واستيفاء حاجيات سكان الوسط والجنوب الجزائري الملحة والخطيرة أيضا على الأمن الاجتماعي واستقرار بلد بأكمله؟! إنها عواقب سلطة مفروضة على الطريقة البومدينيية وأشياعها قد تقود إلى ثورة حقيقية تُعوض تلك المسلوبة بفعل "إرهاب" مُضاد ومُوجه لخدمة مصالح طبقة معروفة للـعالم، ولعب على أوتار الشهادة والشهداء منذ الاستقلال.


الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق