أخبار عاجلة
/ , / ضد البيئة.. أوروبا تفتح الباب على مصراعيه للوبيات الغاز الصخري

ضد البيئة.. أوروبا تفتح الباب على مصراعيه للوبيات الغاز الصخري



توفيق بخوت - المواطن نيوز – بيئة:
  الاستهلاك الشره لموارد الطاقة، الإنتاج الاستنزافي وتقلبات السوق، جعل النفط والغاز عملة واحدة لسلعة ذات وجهين قد تجلب الربح أو الخسارة، خصوصا للدول التي تعتمدها مصدرا رئيسيا للدخل.. وبما أن احتياطيات الطاقة التقليدية في طريقها إلى النضوب، فإن البحث عن بديل يبدو مطلبا ملحا لترميم الاقتصادات ذات التوجه الأحادي الاستهلاكي المنتجة للعجز الكبير، مثل الجزائر.. أو لسد الحاجيات الداخلية وتوفير العملة الصعبة في زمن الأزمة، مثل أوروبا.. ولم لا كسر هيمنة الدول المصنعة التي كثيرا ما اتخذت النفط سلاحا لفرض شروطها وإملاءاتها.. كل ذلك على حساب البيئة وحتى الحريات الفردية والعامة، التي استعملت هي الأخرى في التبشير زمنا بالعالم الحر الديمقراطي وتنقيط حسن سلوك الدول المستقبلة للمساعدات... ومما يروج الآن في أوروبا، يبدو أن الفترة القادمة ستكون فيها الكلمة العليا للوبيات استغلال الغاز الصخري!..

  وفقا لـأصدقاء الأرض في أوروبا ومرصد الشركات الأوروبية "Corporate Europe Observatory" ، والتي نشرت الأربعاء 15 أبريل الجاري دراسة حول هذا الموضوع، فإن 40٪ من إجمالي 60 عضوا ذوو الانتماء المؤكد للـشبكة المذكورة، يعملون لصالح كبريات شركات الطاقة في أوروبا، من أمثال: طوطال Total، غاز فرنسا السويس GDF Suez و شال Shell، أو جماعات الضغط المهيمنة على قطاع البترول والغاز، المعنيون مباشرة بـاستغلال الغاز الصخري أو غاز الشيست!

  وعلى الرغم من تمثيلية الخضر القوية في البرلمانات الأوروبية و المعارضة السائدة لأغلب المواطنين الأوروبيين فيما يخص استغلال الغاز الصخري، تُصر أوروبا على السير في  الاتجاه المعاكس. فبعد تعليق دراسات الأثر البيئي لهذه الأنشطة المضرة بـالبيئة إلى حد كبير، تم اعتماد شبكة من الخُبراء الذين تُسيطر عليهم إلى حد كبير المؤسسات الصناعية والحكومات المنحازة إلى جانب استغلال الغاز الصخري مهما كانت الظروف.

  ضد البيئة، عكس الحقوق الفردية أو الحريات العامة (قانون فرنسا الأخير حول مراقبة المعلومات بين الأفراد والجماعات وقانون إسبانيا حول منع التظاهر)، يبدو أن أوروبا عازمة إلى الرجوع إلى الوراء لـأسباب اقتصادية جد ملحة أكثر منها سياسية! فيما يصبح الخطر قائما على اقتصاديات الدول التقليدية المنتجة للنفط، ولو استثمرت بدورها في الغاز الصخري، فالإنتاج سيعرف وفرة وفائضا لا مثيل له، سيؤدي إلى مزيد من تلويث البيئة ومعه انهيار أسعار غير مسبوق واضطرابات اجتماعية ولم لا المزيد من الحروب الجديدة؟!
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق