توفيق بخوت-المواطن نيوز-خاص:
قبيل ساعات على توديع السنة الميلادية الجارية، تقفز عدة صور ومعطيات طريفة إلى الواجهة المغربية كحصيلة لأهم أحداث سنة 2014، في صورة أبطال شعبيين وأدوات مشهورة، أحداث مهمة وألغاز مأساوية كذلك، قيل فيها من التعاليق والتأويلات أكثر مما قاله مالك في الخمرة! وعلى ذكر هذه الأخيرة بين لنا تقرير المنظمة العالمية للصحة، أننا شعب متقدم أيضا في استهلاك الخمور بما معدله 17 لترا للفرد الواحد رغم أن نسبة من يصرحون بشربها لا تتجاوز 5 في المائة فقط (1,25 مليون مغربي)، والذين ستجد معهم السلطات مشاكل جمة ولا ريب بفعل "النشاط" و "البسالة" الزائدتين في رأس السنة "المباركة" هاته!..
الملعب-الفضيحة.. أوزين والمثل القائل"اللي فرط يكرط"!
في عز تألق موندياليتو المغرب، بعد افتتاح جد مشرف، فاجأت "فضيحة" مركب الأمير مولاي عبد الله "العائم" الجميع، إلى حد أن مذيع القناة الثانية علق في شأنه بالـ"حفل البهيج والعشب التعيس(!)"، لتلقي بظلالها الكثيفة على حكومة أثارت من الجدل بقراراتها "الجريئة" أكثر من إنجازاتها "المتواضعة"، والتي زادت فيها تعليقات وسائل الإعلام الأجنبية الحطب على النار الموقدة أصلا، مما أثار حفيظة السلطات على أعلى المستويات، ليجيء الأمر الملكي واضحا وحاسما بتوقيف الوزير أوزين الذي يحب تسويق ووصف إنجازاته إعلاميا بأكثر مما يجب وبأكثر مما تستحق!..
إذن لا لمعاقبة المرؤوسين وحدهم، ولا تساهل مع أي كان يمس بصورة مملكة حداثية بنت سمعتها الجيدة بمجهودات عسيرة طيلة 15 سنة الماضية، ويقوض عصرنة كاملة بصورة كاريكاتورية مخجلة تتلخص ببساطة في "البونج" و"الكراطة" و"السطل" ماركة "أسطرال". مأزق محرج حاول المسؤولون محوه ببقية موندياليتو في ملعب مراكشي رائع... لكن تبقى هناك تساؤلات ملحة من قبيل: من الذي سمح مثلا بدخول أصحاب "البونج" و"الكراطة" إلى الملعب؟ ولماذا انساقت وسائل الإعلام وراء مد تهويل الحدث؟ مع العلم أن رئيس الفيفا بلاتير نفسه اعترف بكون الأمطار كانت طوفانية...
البطولة الشعبية.. علال "القادوس" وحكاية الفيضانات المتجددة كل سنة
في خضم الفيضانات الأخيرة التي أغرقت المدن و"الزرع والضرع"، كانت لقطة فيديو لرجل يستعرض عضلاته بغرابة وسط شارع شعبي بالرباط العاصمة، ويقوم بحركات مبالغ فيها تليق بـ"الجبابرة"، قبل أن يقفز بتهور زائد وسط بالوعة تهدر فيها مياه الأمطار، وينجح مع ذلك في "تسليكها"! إنه علال "القادوس" أو "القلدة" سيان، الذي يبدو أنه ينتقم لتهميشه وفقره بامتحان عسير لإثبات الذات أمام أبناء الحي والعالم، وبالتالي خلق اتجاه جديد للبطولة الشعبية تختلف جذريا عن تلك التي ألفناها في التراث الشعبي وحكايات الفتوات الذين كانوا يحلون محل السلطة في حماية الأمن وحل مشاكل الناس!
المهم أن الرجل ذي الطريقة الغريبة، في أغلب الأحيان، في الكلام والحركات وقسمات الوجه (انظر فيديو موقع ميد راديو عن حلقة من "قفص الاتهام" ألغيت إذاعتها لنفس السبب) صار هدفا ملحا لـوسائل الإعلام المسموعة والمرئية، إن لم نقل هدفا لاستغلال شنيع دون مراعاة لوضعه مع تحميل حكاية مصطفى السملالي، هذا المواطن المغربي البسيط والكريم جدا في تدخلاته وتصوره لدور المُواطَنة، ما لا يحتمل سياسيا واجتماعيا...
الزايدي وباها.. الرحيل التراجيدي
أحدث الرحيل التراجيدي لشخصيتين (رحمهما الله) من العيار الثقيل، في قنطرة الموت ببوزنيقة، رجة في الرأي العام والمجتمع السياسي المغربي، في وقت تواجه فيه المملكة كثيرا من التحولات والتحديات والتهديدات كذلك...
الوفاة المفاجئة لمن يوصف بـ"حكيم العدالة والتنمية" وقبله "سياسي المبادئ" داخل الاتحاد الاشتراكي والمحفل السياسي المغربي خلقت الصدمة قبل أن يحل محلها تأويل الغموض وإشاعات اللحظة من قبيل فرضية الانتحار. وإذا كان بنكيران قد اكتفى منذ الوهلة الأولى بالدموع وترديد "حسبي الله ونعم الوكيل"، فإن الوزير الرباح حسم في الأمر بقول بليغ: "للوطن رب يحميه وملكية توحده، ودين يرشده ونخبة تصونه، وشعب يفديه ويقظة تحميه، ولا تكونوا صدى لمن يريد نشر الرعب في البلد، وإخافة المواطن والأقرباء والشركاء بعد ما أنعم علينا ربنا بنعمة الإصلاح في ظل الاستقرار...
مليكة وعصيد.. النضال والحب على الطريقة اليسارية-الأمازيغية
جمعهما اليسار والهوية الأمازيغية وفرقهما الفراش والتهديد بنشر الغسيل غير النظيف عبر اليوتوب والشعر الفاضح! حالة فريدة في الوسط النضالي اليساري لم ينفع معها تحلل رفاق "ماركس" و "ماو" من أي قيد اجتماعي وطبقي أو حتى شهادة إله الأمازيغ "ياكوش" على عقد عرفي موقع بين من سماها نيني في عموده الأخير: مليكة زان زان (كناية عن الحمق لأسباب معروفة أسهب في شرحها)، وبين أحد أعمدة اليسار والتيار الامازيغي بالمغرب "الرفيق" عصيد.
فبعد القصيدة "المحمومة"إلى حد الإباحية في وصف متعة اللقاء والاشتياق إلى لحظات مع الفراش مع "فحلها" عصيد، وبعد الوعد الغريب بـ"جهاد النكاح مع الأكراد" ضدا في "داعش"، ألقت مليكة مزان بفيديو تهديدي آخر لرفيقها الخارج للتو من الدش (والمستقبل يعد بما هو أكثر)، الذي هجرها بعدما دمر زواجها وأسرتها حسب تصريحاتها "المدوية". وبغض النظر عن شراسة ومدى تهور المرأة المجروحة في كبريائها، طفت إلى السطح تساؤلات كثيرة حول أهلية البعض في قيادة النضال والتكلم بلغة الالتزام في خدمة قضية تحولت من الاشتراكية الراديكالية إلى أقصى اليمين تتوافق وأجندات الخارج التقسيمية. وانظروا مثلا إلى تشابه الأسماء اللافت من قبيل "الكونغرس العالمي للأمازيغ" وطرد العرب إلى جزيرتهم القاحلة..!
مخاطر.. الجزائر وأشياء أخرى
واجهت المملكة تحديات ومخاطر كثيرة، وطبعا عندما تفتش من وراء معظمها، تجد يد الجزائر"الشقيقة" التي لا تريد الكف عن ملاحقتنا بأزماتها ونظرتها الضيقة الموروثة عن الحرب الباردة ونوايا المرتبطين بأحقاد "البومديينية" البائدة ومقولتها النارية التاريخية: "حكرونا.. حكرونا" (المغاربة طبعا عقب درس حرب الرمال المؤلم جدا). بدءا بملف أقاليمنا الجنوبية، مرورا بملف الإرهاب ذي اللون الأسود، وانتهاء بتسريبات وثائق الخارجية المغربية و"قنص" مواطنينا على الحدود الشرقية...
وبما أن شرح الواضحات من المفضحات، أبانت المملكة عن ضبط نفس وحزم بالغين في التعامل مع كل التهديدات ونزع فتيل كل المؤامرات. وبما أن التاريخ "أستاذ صارم" والحقائق الجيو-استراتيجية "قاض لا يرحم"، فإن كل المؤشرات المقبلة تعد في صالح المغرب لتعويض ما فات و إدارة الظهر لمحترفي "الصياح" و"التهديد"، منها انهيار أسعار النفط الكارثي، و"اللبيب بالإشارة يفهم"... وكل عام والمغرب ملكا وشعبا ووطنا في خير وسلام وازدهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق