أخبار عاجلة
/ , / خارج المدرسة: أحلام الطفولة العربية المسروقة..

خارج المدرسة: أحلام الطفولة العربية المسروقة..



المواطن نيوز-عين على المجتمع:
 من ريف الشاوية بالمغرب الأوسط، استقدمت إحدى العائلات الرباطية الثرية زهرة للعمل لديها كخادمة و مرافقة أطفال.. باعها والدها في سن السابعة بأبخس الأثمان وحرمها من أعز ما يتمناه الأطفال.. زهرة واحدة من أكثر من 10 مليون طفل و طفلة عربي، معظمهم من مصر والعراق والمغرب والسودان، يتواجدون خارج مؤسسة المدرسة! بل و خارج منظومة متكاملة من حقوق الطفل، لأسباب اجتماعية و اقتصادية و حتى سياسية متعددة، بتعدد خريطة الآلام و الانقسام في جسدنا العربي...
 أكثر من 13.4 مليون طفل عربي تتراوح أعمارهم بين 5- 14 عامًا يمارسون أعمالاً تشكل خطرًا على حياتهم عوض تواجدهم في الفصول الدراسية. كل هذا يقع ضمن كتلة أمية أطفال عالمية بلغت 77 مليونا سنة 2007. هذه الأخيرة يمكن التمييز فيها أيضا بين الأطفال غير المتمدرسين البتة، والأطفال المنقطعين عن الدراسة. الكتلة المذكورة يأخذ فيها أطفال الوطن العربي نصيب الأسد بكل أسف، مع أن تقرير المرصد العالمي لليونسكو يربط العلاقة ما بين الرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة والفوائد الدائمة لذلك. فأطفال اليوم هم رجال الغد و حاملو مشعل استمرارية و رقي الأمة بامتياز. وبما أن تعداد السكان العرب يتزايد بصورة متسارعة، حيث ينتظر ان يصل إلى قرابة 400 مليون نسمة بحلول 2015، يشكل الأطفال فيها ما يقرب من نصف عدد السكان في بعض الدول، فمن السهولة بما كان تكهن النتائج السلبية إن لم نقل الكارثية على المدى المتوسط. و الطامة الكبرى أنه حتى نوعية التعليم المقدم ليست في المستوى المطلوب في جل المناهج العربية، فعندما يكشف استطلاع في سوريا عن أن 30% من الفتيات بين 15 و24 سنة لم يسمعن حتى عن نوع واحد من أساليب تنظيم الأسرة! نخلص بسهولة إلى أن المستقبل العربي سيكون صعبا للغاية.
 وإذا كان نمط مستقبل الأطفال يتشكل في السنوات الأربع الأولى من حياتهم، كمرحلة تتكون فيها ملكات التفكير والكلام والتعلم، وتعد بمثابة وضع حجر الأساس للقيم و السلوكات الاجتماعية المتبناة لديهم في مرحلة البلوغ، فإن الأثر الحقيقي الدائم  يتجلى في مرحلة ما فوق سن الخامسة، ويتحدد بناء على عاملي التربية و التعليم من عدمهما، إذ تعنيان الفرق ما بين حياة طبيعية مرفهة أو تعيسة غير مستقرة. "و من أجل تحسين رفاه الأطفال في سن مبكرة يجب أن تكون السياسات متكاملة ومنهجية فيما يتعلق بالتعليم والحد من الفقر. فالتأييد السياسي رفيع المستوى هو ضروري من أجل وضع رعاية وتعليم الطفولة المبكرة على جدول الأعمال" يشدد المدير العام لليونسكو كويشيرو ماتسورا في تقرير الرصد العالمي لليونسكو – نيويورك: 26 تشرين الأول / أكتوبر 2006-.
 و الحقيقة أن تمويل برامج التعليم المبكر، الذي وصف بالحلقة منسية، لا يزال يعتبر من الأولويات الدنيا لدى معظم الحكومات، فما بالك بالتعليم الأساسي، من سن السابعة فما فوق، الذي يعاني من صعوبات و مشاكل شتى، تطرح عدة إشكاليات و علامات استفهام؟ و الغريب في الأمر أن بعض جمهوريات الموز و الدول في خارطة أمريكا اللاتينية كانت سباقة إلى وضع سياسات متكاملة للتعليم و الرعاية التربوية. و هاهي رئيسة شيلي ميشيل باشيليت تشرح عبر رسالة بالفيديو الخطة المعروفة ب " خطة شيلي تكبر معك"، و تهدف إلى إتاحة سبل الحصول على خدمات مثل التعليم، والتحفيز المبكر والتنمية البيولوجية ـ الاجتماعية، فضلاً عن تقديم الرعاية الصحية للأم والطفل، ولجميع الأطفال والأسر. فأين موقع العالم العربي من كل هذا؟ لنترك الأرقام و الإحصائيات تفصح عن نفسها..
 هناك أيضا نسبة 16 في المائة المخجلة التي تمثل مساهمة الدول العربية في حصة التعليم المبكر العالمية، لا تنافسها في هذا المجال سوى أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى ب 12المائة. و الغريب في الأمر أنه حتى بالنسبة لبلدان ذات موارد كبيرة مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان فإن معدلات الالتحاق بالتعليم قبل سن المدرسة مساوية لمثيلاتها في اليمن وجيبوتي حيث وصلت النسبة إلى 6%"! فيما الإحصائيات العالمية تفيد بوجود 10ملايين طفل عربي خارج المدرسة، أي محرومين من حق التعليم، مع احتساب الأطفال المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة! حيث 3 % فقط على المستوى العالمي، و ليس على المستوى العربي وحده، من ذوي هذه الاحتياجات يتمكنون من الحصول على فرصة في التعليم الأساسي. كما أن 9 دول فقط من أصل المجموعة العربية كاملة حققت معدلات تسجيل إضافية في الالتحاق بمرحلة التعليم الابتدائية، والتي تزيد عن 90% في الفترة من عام 1997 حتى 2000 !
أما على صعيد محو الأمية ككل، فتشير التقارير الدولية المختصة لليونسكو و اليونيسيف إلى الضعف الشديد في هذا المجال في 8 دول عربية، عدا تونس والمغرب البلدين الوحيدين اللذين تزيد فيهما نسبة إجادة القراءة والكتابة عن الحد الأدنى وهو 80%.

الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق