أخبار عاجلة
/ , / القبول بهم أو تركهم للموت.. أوروبا في مأزق الهجرة الأخلاقي!

القبول بهم أو تركهم للموت.. أوروبا في مأزق الهجرة الأخلاقي!








توفيق بخوت-المواطن نيوز-أحداث وتعاليق:
  الأكيد أن آخر صور الهجرة نحو الموت لن تكون الأخيرة.. من قبيل تلك التي تظهر عشرة أفارقة يجتاحون الأسلاك ذي الستة أمتار علوا لبلوغ مدينة مليلية "السليبة"، بحيث يفاجئان أوروبيتين "بورجوازيتين" منخرطتان في لعب الغولف، وسط ملعب فسيح من مرج أخضر وأشجار نخيل وممرات مضيئة.. أو تلك التي تؤطر مشهدا مأساويا لسفينة شحن هجرها سماسرة الموت، تاركين مئات المهاجرين "البائسين" عرضة لأفظع ميتة (الموت البطيء غرقا أو جوعا وعطشا) أو لاستقبال غير مرغوب فيه وإعادة مهينة إلى نقطة البداية! مشاهد مؤلمة تختزل مفارقات الحياة وصراعها في آن واحد...
  فإذا كانت الصورة الأولى تقدم رمزية مأساوية لعالمين يعيشان على النقيض بين خط الفقر والغنى، فإن الثانية تزيد التأكيد على ضرورة تحمل أوروبا "العجوز" لواجبها التاريخي والأخلاقي عن سنوات الأمبريالية والاستغلال الفظيع لخيرات وطاقات القارة "الشابة"، باسم نشر الحضارة بين "المتوحشين" واستكشاف "المجاهل" ونشر المسيحية "السمحة" بين "الوثنيين"! مع أن أحدا من سياسيي وأخلاقيي ما بعد "الأنوار" لم يستنكر تلك الصور "التذكارية"، الملتقطة مع رؤوس السكان الأصليين المقطوعة، والتي تتفوق في فظاعاتها على "الداعشيين" أنفسهم!
  إذن هي موجات مد هجرة سرية لن تنتهي، شاءت أم أبت أوروبا.. آخرها تدخل البحرية الإيطالية لإنقاذ 1200 مهاجر تركوا لمصيرهم المجهول وسط سفينتي شحن تصارعان أمواج البحر المتوسط الشتوية. وحل القبول بهم (مع مخاطر تشجيع هذه الظاهرة) أو تركهم للموت يضع أوروبا حتما في مأزق أخلاقي كبير، ما تزال تدفع فاتورته غاليا جدا، لن ينفعها معه الضغط على دول "المعبر" (كالمغرب) لتحمل أخطائها بتسوية وضعية محفوفة بالمخاطر أو لعب دور دركي "طريق" لتنعم هي براحتها وغنائم سياساتها الاستعمارية السابقة. فالقارة العجوز لم تعط قلبها لأحد وهي في عز ترفها، فكيف نقبل بها وهي لا تريد إصلاح ما أفسدته في شبابها الأهوج!
  

الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق