أخبار عاجلة
/ , / على هامش شارلي: منابر لايعجبها أن يتخذ المغرب قرارات سيادية!..

على هامش شارلي: منابر لايعجبها أن يتخذ المغرب قرارات سيادية!..

توفيق بخوت-المواطن نيوز-"لنا تعليق"
:

  أن تميل إلى دولة غربية ما وتنبهر بـ"تقدمها"، "ديموقراطيتها" يبقى أمرا مستساغا وعاديا، أما أن تكون "فرنسيا" أكثر من "الفرنسيين"  أنفسهم وتهاجم وزير خارجية بلدك، عن طريق نبش ملفات شخصية (من قبل موقع تقدمي جدا)، لا لشيء إلا لأنه اتخذ قرارا سياديا يمثل دولة لها وزنها أولا، وقرارا شخصيا كمسلم ثانيا، بما أنه يمثل أمير المؤمنين ملك المغرب، الذي لن  ولم يُرضه المشاركة في تظاهرة تُرفع فيها رسومات وشعارات تسب الدين الحنيف والرسول الكريم. وكأن من أطلق النار على ضحايا "إيبدو شارلي" هم هذان الأخيران(!) وليست سياسة إشكالية ذات جذور استعمارية وعنصرية وإدماج مهاجرين واستفزاز مشاعر أمة المليار ونصف مسلم، هي التي ولدت الحقد والتطرف.
  
  أبى من أبى وكره من كره، فالمغرب بلد إسلامي عربي والأجدر الانسحاب من مظاهرة خرجت عن أهدافها الحقيقية إلى تمييع وتزييف فظيع للحقائق بحصر الإرهاب في دين وطائفة معينة، وليسجل التاريخ أن وزيرنا المغربي (طبعا تحت توجيهات جلالة الملك) انسحب من "مهزلة" شارلي وكفاه ذلك "شر" السير وراء شخصيات ذات سجلات سوداء، اقترن اسمها بمجازر يندى لها الجبين كما فعل نتنياهو رئيس "واحة الديموقراطية" في غزة. وكفى إشادة الإعلامي المخضرم عبد الباري عطوان بشجاعة موقف المغرب ووزير خارجيته كـنقطة مضيئة يجب التوقف احتراما لها، متمنيا في نفس الوقت لو أن باقي الزعماء العرب كانت لهم نفس شجاعة المملكة..

 ولمن لم يعجبه قرار مزوار فليتمعن جيدا في اعتراف "لوفيغارو" التي تقول بالحرف: "أن تجميد التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا أضعف القدرات الاستخباراتية الفرنسية، وذلك من جانب كون المغرب يتلقى معلوماتٍ مهمة من أصدقائهِ فِي جنوب الصحراء، سيما من موريتانيا ودول الساحل حيث تنشطُ الجماعات المتطرفة بشكلٍ ملحوظ". فرنسا التي راهنت على التعاون الأمني مع طرف آخر مجاور لم يقدر على اجتثاث الإرهاب في أراضيه بما أنه ساهم في صنعه عن طريق لعبة سياسية-استخباراتية معقدة الخيوط.

 ونقولها صريحة فصيحة، نحن: ضد الإرهاب، مع ضحايا شارلي، مع ضحايا الإرهاب في كل مكان، ولن ننساق وراء الأطروحات " التشويهية-العنصرية" من أي طرف كان، ومع قرارات بلدنا التي نفتخر بأنها سيادية تنم عن تفكير وتدبير سديدين للأمور لا عن تبعية وتكريس لمنطق "القطيع" الذي سينساق آجلا ام عاجلا إلى الهاوية.. 
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق