أخبار عاجلة
/ , / الاساءة للرسل و الانبياء و الهولوكوست

الاساءة للرسل و الانبياء و الهولوكوست

عبد الحميد الناجح-المواطن نيوز-"لنا تعليق":
 لم يبد مالكو جريدة شارلي ايبدو احترام لموتاهم ولا لضحايا الارهاب فسارعوا باصدار عدد جديد من هذه الجريدة الساخرة ، اشتمل على العديد من الرسوم الكاريكاتورية التي طالت النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأيضا رسومات تتعلق بالأخوين "كواشي" الذين نفذا العملية الارهابية على مقر الجريدة، يوم الأربعاء الماضي...
 ووضعت الجريدة على صدر صفحتها الأولى في عددها اليوم رسما كاريكاتيريا يرمز إلى الرسول محمد عليه افضل الصلوات، بعينين دامعتين، وهو يحمل لافتة تقول "أنا شارلي"، تضامنا مع الصحيفة، وعبارة ساخرة مفادها "الجميع مغفورٌ له". و رسم كاريكاتيري آخر يُظهر الأخوين "كواشي" بلباس أسود، يحملان السلاح، ويطيران في السماء بأجنحة بحثا عن "الحور العين" في الجنة، قبل أن يقول لهما شخص آخر "إنهن برفقة صحفيي شارلي".
وبلغ عدد النسخ التي تم طبعها من جريدة "شارلي إيبدو"، من 50 ألف نسخة التي كانت تُطبع في الأيام الاعتيادية، إلى حوالي 5 ملايين نسخة، جراء الإقبال الجماهيري غير المسبوق على الصحيفة الفرنسية.
هذا كله يجعلنا نفكر مليا في المفارقة الخبيثة التي تجمع بين المال و الارواح. فكيف لممتهن مهنة الصحافة النبيلة ان يسترزق بارواح زملائه كما لو انهم مجرد رقم في رصيد بنكي؟ و يا ترى هل اصبح المال في هذا العالم هو اساس الحياة؟  لا ادري اين ذهبت مبادئ حقوق الانسان و الاموات ايضا، فلا يمكنني ان اهضم ان حق التعبير يمكن ان يعطيك حقا اخر بعيدا عن المتعارف عليه انسانيا، فحتى الاموات لم يتركوهم في حالهم ، و ما جدوى قذف الرسل و الانبياء فان لم يصدقوهم ويتبعوهم فهذا شأنهم، اما التطاول عليهم بغطاء حرية التعبير فهو تطاول على كل من يدينون بهذه الديانات السماوية. فلا يمكن ان اقبل ان يكون الكلام عن الهولوكوست محرم (المحرقة اليهودية التي نفاها اكثر من باحث)، وتجريد الانبياء من رسائلهم وحرمتهم حلال؟
  ومن يتطاول الان على الهولوكوست فهناك قوانين مترصدة تجرمه.. فما الفارق بين هذا و ذاك، حلال عليهم و حرام علينا؟ فلنفترض جدلا ان هذه الجريدة،  وأتحداها ان تفعل ذلك و تصدر كاريكاتورا عن اليهود و عن محرقتهم التي حكموا بها وأرهبوا بها العالم الى يومنا هذا، وتقوم بنشر رسومات تسخر من المحرقة اليهودية.. انها قمة السخرية و الضحك على الذقون، وحبدا لو ان احدى جرائدنا تجرأت و فعلت هذا لقامت الدنيا و قعدت لان من يتحكم في وسائل الاعلام هم اليهود، و هؤلاء لهم قداسة اكبر من قدسية الرسل و الانبياء. إنه العالم يبتعد بسرعة جنونية عن القيم و الاخلاق، فالى اين نحن سائرون؟
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق