توفيق بخوت-المواطن نيوز-أخبار وتعاليق:
مثير
للعواطف وإنساني جدا أن يخرج ما يفوق الـ 1.2 مليون شخص في مسيرة باريس التضامنية
ضد الإرهاب، وفي مقدمتهم نخبة زعماء ورجالات العالم. وعادل جدا أن يقول الرئيس
الفرنسي هولاند في عز الصدمة أن الحرب على الإرهاب كفعل لا هوية له، وليس على
الإسلام كدين. ومعه رئيس الوزراء فالس الذي وصف الحادث بالإرهاب النابع من الداخل
(الداخل الفرنسي الموشوم بإشكالية الهوية والإدماج وغير ذلك مما تطرحه مشاكل أكثر
من ستة ملايين فرد بين مهاجر ومقيم). لكن الغريب في الأمر أن تتمادى "شارلي
إيبدو" في تلوين مأساة رساميها بألوان الحقد والقذف في رموز الإسلام من خلال
النيل من شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام...
شارلي إيبدو إذن، تلقم
نار الإرهاب بالأخشاب اللازمة بما يشبه إرهابا فكريا مضادا، من خلال دعوة مفتوحة
إلى مزيد من الأحقاد والعنف. ولهذا لا نريد هذه المرة مزيدا من ضحايا
"شارلي" نفسها وليس الإرهاب وحده! ولهذا استغربت عدة جهات إصرار محامي
الصحيفة ريشار مالكا على الإعلان عن هذا الخبر السيء جدا في إذاعة "فرانس
أنفو"، والذي يتعلق بعدد قادم من ثماني صفحات ومليون نسخة مخصصة للرسوم
الكاريكاتورية المقيتة إياها.. وستربح صحيفة ولا ريب كثيرا من دماء رساميها وأيضا
أعراض ضحاياها، وتصر بعد ذلك على حشو أن الإسلام هو الذي أزهقها!
ولكي لايتهم أمثالنا بتهمة "معاداة شارلي"، التي قد تصبح
جاهزة في غضون الأيام القادمة، يكفي أن نلقي نظرة على صحف أميركية وبريطانية أشارت
في تعاليقها إلى جموح حرية التعبير في أوروبا لحد الحث على الإساءة
والمس بمعتقدات الآخرين.. وأن "شارلي إيبدو" نفسها ليست
"ملاكا".. وأنها تكيل الأمور بمكيالين... وليس هناك أبلغ من تعليق ديفيد
بروكس، محرر نيويورك تايمز الأميركية، الذي أشار في مقالة معنونة بـ "لست مع
شارلي إيبدو" بأن هؤلاء الصحفيين القتلى الذين ينظر إليهم على أنهم شهداء
حرية التعبير ما كانوا ليستطيعوا نشر أعمالهم المروجة للكراهية في أي حرم جامعي
أميركي، إذ سيتصدى لهم الطلبة وهيئة التدريس (هكذا).
وللأسف نجد كثيرا من الألسنة المحسوبة على العرب والمسلمين
بدأت تُظهر ما تحت "عباءاتها" بالمساعدة على القذف في مبادئ ورموز
الإسلام العظيم (شاؤوا أم أبوْا)، من أمثال "مصري الفقي" أحد مدراء
الحملة الانتخابية للرئيس السيسي والمقيم بفرنسا. الرجل المفترض فيه شيء من حس
العروبة والإسلام قال في مداخلة هاتفية لقناة إسرائيلية (i24) أن غاندي عنده أفضل من محمد (ص) وبكل
المعايير والمقاييس! ومن هو غاندي يا رجال آخر زمن؟ آخر الدراسات تقول في شأنه أنه
كان يفضل النوم بجانب الغلمان، ويعنف زوجته باستمرار وهو المبشر "العظيم
بالثورة السلبية واللاعنف. بل ولم يرد أن يداوي المسكينة زوجته بالمضادات الحيوية
وتركها بدون شفقة ولا إنسانية تموت من السل!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق