أخبار عاجلة
/ , / شبكات: "أنا لست شارلي".. بكل بساطة لأنها ليست وحدها الضحية!

شبكات: "أنا لست شارلي".. بكل بساطة لأنها ليست وحدها الضحية!

المواطن نيوز- أخبار وتعاليق:
  يبدو أن شعار "Je Suis Charlie" الذي احتل في وقت وجيز واجهة الأحداث والعناوين الكبرى للإعلام العالمي، بما يشبه صك غفران معاصر للتمييز بين مناصري حرية التعبير "بلا حدود" والإرهابيين المحسوبين على ديانة سماوية بعينها، قد خلق جدلا واسعا في الرأي العام "العنكبوتي" المتلخص في الشبكات الاجتماعية وعلى رأسها الفايسبوك الذي ظهر فيه شعار: "أنا لست شارلي"... المفاجأة المدوية هي خروج جان ماري لوبين (رمز اليمين العنصري بفرنسا) بنفس الشعار المضاد: "Je Ne Suis Pas Charlie"، والذي احتل عنوان لوفيغارو الرئيسي اليوم، مبديا ألمه وتضامنه مع الضحايا الاثنى عشر جميعهم... 
  إذْ استنكر كثيرون محاولة فرض شعار المأساة بما يخرجه من معناه الإنساني التضامني إلى سلاح اتهام وتضليل خطير. فالرسامون الكاريكاتيريون الكبار ليسوا وحدهم الضحايا، ورصاصات التطرف الأعمى لم تستثن كذلك الشرطي المسلم أحمد لمرابط الذي قدم روحه فداء للواجب ولجريدة تقذف دينه ورسوله دون أن يتراجع أو يدخل في حسابات "عنصرية". هناك أيضا ضحايا أبرياء من الرهائن، دون نسيان تلك الشرطية الفرنسية أُمـﱟا كانت أم فتاة...
الرافضون لممارسة الإرهاب الجديد باسم شارلي وحرية التعبير
  الجملة البليغة هي التي صيغت على غرار "أنا شارلي"، والتي احتلت إطارا أسودا مماثلا قال فيها أصحابها: "أنا أحمد الشرطي الذي مات من أجل شارلي"، تستحق أكثر من وقفة في ظل هذه الحملة الشرسة التي أعطت وسام الشهادة فقط لعنوان تجاري عريض اسمه "شارلي إيبدو"، ومنحت مرتبة القديسين (التي لاتعترف بها رسومات شارلي) لرساميها فقط دون غيرهم! "وكأن حياتهم أثمن من الضحايا الآخرين" على قول أحد المعلقين...
 وطبعا انهالت التعليقات الساخطة على أصحاب الشعار الجديد، الذي يتضامن وعائلات الضحايا بدون تمييز ولا "ركوب على الأمواج"، يتفنن أصحابها الغربيون في دروس الديمقراطية وحرية التعبير، متناسين أن الفكر والتفكير ليس حكرا عليهم، وأن للإرهاب ضحايا وعائلات في بقاع كثيرة من العالم لم تدافع عنهم "شارلي" ولا غيرها ولم ترسم مرتكبيها المعروفين بريشتها "الملوثة" للأعراض والأخلاق، وأن الإسلام دين وهوية والإرهاب لا دين ولا هوية له... وللأسف يوجد بيننا من يؤيدون هذه النظرة الإقصائية لأجل الظهور بمظهر المتمدن، لأجل جنسية أجنبية، لأجل حفنة أوروهات أو حتى لاحتساء كأس نبيذ وأكل رمضان دون متابعة!


الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق