أخبار عاجلة
/ , / شارلي إيبدو.. هدية السنة الجديدة الدموية والملغومة!

شارلي إيبدو.. هدية السنة الجديدة الدموية والملغومة!


المواطن نيوز- تحاليل وتعاليق:
  عملية جريئة جدا في وضح النهار وموثقة بكاميرا حاضرة في عين المكان.. دوي رصاص الرشاشات يلعلع في قلب العاصمة الباريسية المزدحمة والمؤمنة بتدبير أمني صارم جدا .. سيارة سيتروين سوداء مسروقة تنتظر انتهاء شابين من تنفيذ مهمة دموية بكل ثبات وإعلان صارخ عن الذات الغاضبة للإساءة اللاحقة بالرسول محمد ص.. تصفية شرطي جريح على الرصيف بكل برودة دم لترتفع لائحة الضحايا إلى12  قتيلا في غياب تدخل أمني شبه تام.. انسحاب المنفذين ذوي التدريب والتحكم العالي بكل "هدوء" بعد إطلاق عبارات الانتصار لرسول الله!..
   العملية الإرهابية ولا شك تفوق قدرات هوليوود السينمائية والملابسات المرتبطة بها قد تغرق أمهر المحققين في متاهة أسئلة لا تنتهي، بدءا من أسماء المنفذين الثلاثة الذين أعلن عنها في وقت قياسي من طرف الشرطة الفرنسية دون تحديد جنسياتهم: الأخوينسعيد وشريف كواتشي وكذلك مراد حميد جميعهم في الثلاثينيات من عمرهم وحاملين للجنسية الفرنسية، ومرورا بالكشف عن جنسيتهم "الجزائرية" الأصلية من طرف قناة "روسيا اليوم" التي قيل أنها استندت إلى تقرير عاجل في الموضوع بثته القنوات الإسرائيلية(!)، وانتهاءا بـفرضية ارتباطها بسلسلة عمليات سابقة ضد معالم إسلامية في السويد وعاصمتها التي تزامنت واعتراف هاتين الدولتين بفلسطين ولو عبر مؤسستيهما البرلمانية(!) وإذا ما عدنا إلى عملية الهجوم على البرلمان الكندي من طرف كندي ذي أصول ليبية وميول "جهادية" متطرفة، يميل التحليل إلى جهة ضلوع داعش في العملية، وهلم جرا..
 وفي تلاحق لاهث ومريب في آن واحد للأحداث، توفيت صباح اليوم الخميس شرطية وأصيب موظف أمن بلدي بجروح بليغة في هجوم فردي بسلاح رشاش جنوب العاصمة الفرنسية باريس((! جعلت ملف الإرهاب يتعقد أكثر وأسئلته الشائكة تنفتح على كل الاحتمالات.
  إذن في غياب خلاصة التحقيق الرسمي، صب تأكيد انتماءات المنفذين العربية-الإسلامية المزيد من الزيت على النار الموقدة في وجه أمة بأكملها وتعاليم دين سمح لم يكن يوما دين سفك ولا قتل بغير حق ولا بينة. فحادثة شارلي إيبدو التي انتهت بقتل 5 من كبار رسامي الكاريكاتير الفرنسيين، الذين اعتادوا القذف  والإساءة ليس فقط في نبي الإسلام (ص) بل وكذلك في رموز المسيحية واليهودية وكبار الزعماء أيضا، أسفرت عن مزيد من العداء والتوحد لـ"مناوشة" الإسلام والمسلمين بالإصرار على رسم أكثر من 200 كاريكاتير مسيء وتوزيعها  على الجرائد والقنوات الإعلامية (خصوصا على النت) وإعطاء المبرر الأخلاقي لأحزاب اليسار(أشد المدافعين بالأمس على حقوق المهاجرين) قبل اليمين المتطرف لدعم مطلبهم الأخير بطرد المهاجرين العرب خارج فرنسا. أكثر من هذا صار إيبدو شارلي "شهيدة" معاصرة لحرية التعبير والتنديد بالإرهاب، بخروج الأروبيين في عديد من الحواضر حاملين الرسوم الكريكاتورية إياها المسيئة للرسول والإسلام. فرصة ذهبية ولا ريب لأولئك الذين يمارسون إرهاب الدولة في غزة ومناطق منكوبة من العالم لغسل سيرهم الملطخة والحصول على صكوك الغفران!









الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق