أخبار عاجلة
/ , , / هل هي بداية نقد جذري للسياسة الاسرائيلية أم مجرد مناورة جديدة ؟

هل هي بداية نقد جذري للسياسة الاسرائيلية أم مجرد مناورة جديدة ؟




شقصار حميد - المواطن نيوز - أخبار دولية:
 قدمت المخرجة مور لوشي  فيلما وثائقيا بعنوان أصوات ممنوعة (Censored Voices) في مهرجان برلين السينمائي في طبعته الخامسة والستون. حيث يعرض تسجيلات صوتية، أجريت من طرف المؤرخ الإسرائيلي أبراهام شابيرا والكاتب عموس عوز  فور انتهاء  حرب يونيو/حزيران 1967 بين العرب وإسرائيل، لـجنود إسرائيليين  شاركوا في هذه الحرب.
 التسجيلات المذكورة رصدت الحالة النفسية للـجنود الصهاينة عشية انتصارهم الكبير على الجيوش العربية الثلاثة في الجبهات الثلاث: المصرية، السورية والأردنية، محاولين معرفة ردة فعل هؤلاء الجنود اتجاه ممارسة القتل الجماعي والهمجي في حق الجنود العرب خاصة منهم، المصريون الذين وقعوا في الأسر.
 ورغم التعليق الافتتاحي للـمخرجة المذكورة، والتي بررت فيه ضرورة الحرب على العدو العربي مدعية أنه كان يهم بمحو إسرائيل  من الخريطة عبر حشد القوات العربية في سيناء، وعبر محاولة خنقها اقتصاديا بعد إغلاق مضيق العقبة، فإنها أقرت أن هذه الحرب أحدثت تدميرا للـروح المعنوية لكثير من الجنود، والذين لم يتوانوا عن الحديث عما شاركوا فيه من فظائع بعد أيام قليلة من انتهاء الحرب، في الوقت الذي كان الشارع الإسرائيلي يحتفل بالنصر الكبير ويعتبر هؤلاء الجنود "أبطالا قوميين".
 شهادات هؤلاء الجنود اليافعين، أكدت أن صدمتهم النفسية كانت نتيجة انتقال إسرائيل من دولة أرادت حماية نفسها وتأمين حدودها ضد العدو العربي إلى دولة محتلة وعنصرية، قامت بـاحتلال وقمع وترويع وتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشريف
 كما يحتوي الفيلم على عدد كبير من الوثائق المصورة، تتضمن صورا لمشاهد من حملة سيناء واقتحام القدس وغزة، وتجميع الفلسطينيين في مجموعات، وإطلاق الرصاص على الرجال وقتل الأسرى المصريين تنفيذا لتعليمات القيادة الإسرائيلية والتي كانت تطالبهم بعدم استخدام الرأفة مع الجنود المصريين  في سيناء، مما أدى بأحد الجنود اليهود لتشبيه هذه الأحداث بما وقع للـيهود على أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية بقوله "إنك عندما ترى سكان قرية كاملة قد أرغموا على الرحيل دون أدنى مقاومة، عندئذ تدرك معنى الهولوكوست".
  طرح الفيلم في هذا الوقت بالضبط، أثار أكثر من سؤال عند المتخصصين حيث تساءل بعضهم حول المقصود من الفيلم. هل هو محاولة لتقديم صورة إنسانية لجنود الجيش الإسرائيلي، ونقل صورة عن شعورهم بالذنب وبالتالي هو نوع من "التكفير" عن الفظائع التي قام بها العدو الصهيوني؟ أم هو إدراك بفداحة المأزق الذي ستجد إسرائيل نفسها فيه في المستقبل؟ خاصة أنها عجزت حتى اليوم في تحقيق السلام المنشود مع العديد من جيرانها العرب رغم انتصارها في حرب 1967، وعدم انتصارها في حروب حديثة أخرى.






الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق