نيويورك تايمز: عمود يدعو إلى تسليح تنظيم الدولة لتحجيم إيران!

المواطن نيوز – صحافة وتعليق:

 التساؤل الملح هنا، على هامش نشر توماس فريدمان نجم محرري جريدة نيويورك تايمز لمقال يحرض فيه ضمنيا على تسليح تنظيم الدولة ISIS، هل لأن إسرائيل هي من حددت "الهلال الشيعي"، كعدو رئيسي في المنطقة حاليا سيُمكن ذلك من تبرير دعم الدولة الإسلامية (التي تقول أنها سُنية) أخلاقيا وسياسيا؟!.. لاسيما وأن تجربة نصرة القاعدة في سوريا أعطت الدليل على سرعة الاستقطاب والتأقلم ولما لا الولاء...

 عندما يتساءل مُحرر عمود مخضرم بـجريدة نيويورك تايمز، من طينة جيل المحافظين توماس فريدمان، "هل ينبغي لنا تسليح تنظيم الدولة؟"، مغلفا ذلك بحُكم الكراهة والإجبار النافذ، بما أنه يقول: "أنا أمقت أكثر من أي شخص تنظيم الدولة"!، فهناك أمر من اثنين: إما أنه فقد بوصلة الاتجاه الصحيح أي عقله!.. أو أنه يُعبر عن أمر يُطبخ بعناية في الدوائر العليا ضد إيران الشيعية.. 

 والقائل بحرية التعبير هناك سيكون الرد عليه من قبيل: هل تقدر الـ نيويورك تايمز أو ربيبتها الـ واشنطن بوست على نشر مقال يحث الولايات المتحدة مثلا على شن حملة قصف على إسرائيل لتدمير ترسانتها النووية تمهيدا لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط؟ بطبيعة الحال سيكون ذلك مستحيلا رغم إمكانية تكييفه وتقنينه في الحالة الإيرانية وغيرها. وعلى كل حال تبقى حالة الدولة العبرية استثناء فريدا حتى في ظل التعديل الأول من الدستور الأمريكي الذي يُجيز "نظريا" النشر والتعبير بكل حرية!

 وبما أن الشيطان يسكن في المزيد من التفاصيل، كما يقول المثل الغربي، فـالأسئلة تتناسل في هذا الصدد ولا تريد أن تتوقف. وسنكتفي منها بـمقارنة صغيرة لها دلالات كبيرة: هل النموذج العراقي بعد التدخل الأمريكي للقضاء على برنامج نووي مزعوم يعبر الآن عن شعارات "نموذج الديمقراطية التعددية" التي بشر بها "عباقرة" أمريكا والغرب؟ ولكم واسع النظر، لأن هناك "الربيع العربي" ونظرية "الفوضى الخلاقة" التي ننظر في شبه عجز وحيرة نتائجها الكارثية الآن!