أخبار عاجلة
/ / الرئاسيات الأمريكية: هل تختلف المرشحة كلينتون فعلا عن الرئيس أوباما؟

الرئاسيات الأمريكية: هل تختلف المرشحة كلينتون فعلا عن الرئيس أوباما؟




توفيق بخوت – المواطن نيوز – تحاليل دولية:
 بدأ العد العكسي يصل إلى ذروته مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الساخن في أمريكا، بشخوصه وشعاراته وفضائحه المثيرة.. في حين برز بشكل مبكر وملفت للنظر اسم هيلاري كلينتون أيقونة الخارجية الأمريكية في إدارة أوباما وزوجة بيل كلينتون الرئيس الثاني والأربعون الذي عرف كيف يخرج من ورطته الأخلاقية، في حين يتخبط أوباما ذي الأصل الإفريقي في ورطات سياسية داخلية وخارجية كبيرة،أكثرها تأثيرا على ناخبيه المفترضين عنف وتقتيل البوليس الأمريكي المبالغ فيه تجاه السود والأمريكيون ذوي الأصول اللاتينية.. فهل ستصنع هيلاري كلينتون الفرق في الرئاسيات المقبلة؟ وهل تختلف المرشحة كلينتون، التي خلقت بترشحها انقساما في حزب الديمقراطيين، فعلا عن الرئيس الحالي؟
 يكاد يُجمع المراقبون على أن فترة رئاسة هيلاري كلينتون إن فازت ستشكل استئنافا آخر لـ 30 عاما من سياسات الرباعي الشهير: ريغان، بوش الأب، كلينتون الزوج وبوش الابن. بينما رئاسة أوباما ستتجه نحو إرساء مزيد من القطيعة المنهجية مع تلك الحقبة السياسية. وإذا كان أوباما قد دفع الكثير من الناخبين الشباب المنتمين إلى الأقليات العرقية للانخراط في الحياة السياسية، فإن من سلبيات كلينتون الاعتماد على الدعم التقليدي للناخبين من كبار السن في المقام الأول.

 ومن زاوية أخرى، نجد أن سجل الكذب على الناخبين ممتلئ لدى أوباما وكلينتون الزوج (بما أن هيلاري تستند أيضا على إرث ودعم زوجها الرئيس السابق)، إلا أن قضية مونيكا الأخلاقية المرتبطة بـالخيانة الزوجية تعطي لـأوباما علامة حسنة، دون أن ننسى ارتباط اسم هيلاري كلينتون بـأعمال تجارية مشكوك في أمرها، في مجال الزراعة فيما يعرف بقضية كاتل فيوتشر، وقضية وايت ووتر، وفضيحة مكتب سفريات البيت الأبيض، والدعم المالي الخارجي الممنوح من الجزائر لجمعيتها، رغم تجريم القانون الأمريكي لذلك، والشبهات التي تحوم حول خمسة من صناديق تمويل حملتها (التي أدين فيها عدة متهمين بارتكاب جرائم أموال وفرار أحدهم إلى الخارج هربا من العدالة) إلخ إلخ.. مما جعل وسائل الإعلام في بلدها تطلق عليها لقب "مخضرمة الفضائح veteran of scandals"!

 وإذا كان أوباما يُحسب عليه صديق واحد مشبوه في محيطه القريب والمسمى ريزكو، فإن قائمة من هذا النوع تطول  صفحاتها عند عائلة كلينتون، من أمثال الشركاء الثلاثة في الأعمال الذين يقبعون الآن في السجن بـتهمة الاحتيال وارتكاب جرائم اقتصادية. دون إغفال أن أوباما لم يتم ذكره 35 في قضية جنائية على عكس كلينتون. وإن كان قد أثير اسمه في قضية استثمارات عقارية مشبوهة، حيث فقد مستثمرون أغلبهم من كبار السن أموالهم في هذا المشروع.

 وفي مجال التسليح، دعم أوباما مشروع قانون لـحظر استخدام القنابل العنقودية، عكس كلينتون التي رفضت دعم هذه المبادرة. أما على صعيد الضمان الاجتماعي، فإذا كان أوباما قد قال بصدده بأن "كل شيء قابل للتفاوض"، فإن كلينتون تبدو أقرب إلى المواقف الكلاسيكية للـبرامج الديمقراطية المتصلبة في هذا الشأن.
 في حين يتشابه الاثنان في كثير من المواقف والممارسات السياسية من قبيل:
-       بناء الحملة الانتخابية على الهوية العرقية أكثر من المبادئ السياسية أو الإجابات العملية لمشاكل محددة، مثل الأزمة الاقتصادية الحالية.
-       قول الشيء ونقيضه حول بعض القضايا، مثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، أو خطط محاربة إرهاب داعش واللعب بورقة حقوق الإنسان مع العراق في المقابل، أو التعامل المتذبذب مع الملف النووي لـإيران والأزمة السورية.
-       إدارة الحملة الانتخابية كما لو أنهم يديرون حركة دينية أو طائفية وليس تمثيلا لـحزب سياسي علماني. وقد يظهر ذلك جليا في ارتباط هيلاري كلينتون بمجموعة من المسيحيين ذوو الصلة الوثيقة بـاليمين المتطرف للـحزب الجمهوري. في حين أعلن باراك أوباما أنه سوف يوظف عددا منهم كمستشارين في فريق حكومته.
 وأخيرا كلينتون كما أوباما، وظف كلاهما في فريقيهما مستشارين في السياسة خارجية يُحسبون على "الصقور"، بما أنهم  تورطوا سابقا (أي هؤلاء المستشارين) فيما يُنعت بـ"الحروب القذرة" التي شنتها الولايات المتحدة، وحتى تلك المغامرات الفاشلة عسكريا ودبلوماسيا.

 كما عُرف عن كلا المرشحين دعم سياسة العدوان والميز العنصري التي تشنها إسرائيل في فلسطين. بل إن أوباما تخلى عن دعمه لقيام دولة فلسطينية كما وعد، أملا في استمالة لوبي الـأيباك القوي.

الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق