عبد الحميد الناجح-المواطن نيوز-أخبار وتحاليل:
دخلت ازمة اليمن منعطفا خطيرا، حيث اصبحت حركة الحوثيين تتحكم
في مقاليد الحكم في اليمن منذ ثلاثة ايام فقط، بعدما استولت على القصر
الرئاسي وعبره على مجموع جمهورية اليمن. وما هروب الرئيس اليمني من العاصمة صنعاء
إلا تأكيد على ذلك. و هنا ينطبق المثل الشعري العربي الذي اطلقه الشاعر المخضرم
ابو العلاء المعري: " هذا ما جناه ابي علي و ما جنيته على احد ". ونقول
بدورنا هذا ما جناه الربيع العربي على دولة و يكاد ان يجنيه على العرب اجمعين.
مخطط محبوك
بطريقة ميكيافليكية لم ينتبه لخطورته الغالبية من قادة الدول العربية، والخاسر
الاكبر من استحواذ الحوثيين على الحكم في الجارة اليمن هي المملكة العربية
السعودية، التي باتت محاصرة من طرف ايران و العراق و اليمن، بحكم ان الحوثيين
مقربين من النظام الايراني الشيعي. وبالتالي فإن انهزام السنيين في اليمن هو
انهزام للمملكة السعودية السنية. فهل أصبحت ايران هي قائدة رسم خارطة نفوذ جديدة
للمنطقة؟ و أكاد اجزم بحكم تجربتي السياسية المتواضعة على ان البحرين بشيعتها التي
تكون الاغلبية في الجزيرة المحاذية جدا للسعودية، ستكون المحطة الثانية لتثبيت
سيادة ايران على المنطقة.
مشاكل جمة ولاشك تستوجب من المملكة العربية السعودية الاحتراس
و الرد السريع عن طريق التحكم في ثمن البترول، وهذا الاخير هو السلاح الوحيد
الذي تبقى للعربية السعودية لاضعاف ايران، وخصوصا اذا استمر الاتفاق مع الولايات
المتحدة الامريكية في سياسة خفض البترول لإضعاف
روسيا ايضا. فالسياسة العالمية تلتقي في عدة نقاط
ومصالح مشتركة، تجني على البعض وتعطي ثمارها للبعض الاخر. والدول
المصدرة لهذه المادة ستتلقى ضربات عنيفة في اقتصادها بينما الدول المستوردة سينتعش
اقتصادها، وهذا كله يصب في خانة واحدة هي المصالح ثم المصالح واخيرا
المصالح. وسأنهي مقالي هذا بسؤال وجيه: كيف لحركة الحوثيين ان تنتصر على كامل
دولة عريقة كاليمن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق