أخبار عاجلة
/ , / الجزائر.. "ديرها وين حَبيتْ ها احمد"!

الجزائر.. "ديرها وين حَبيتْ ها احمد"!





المواطن نيوز – عين على الحدث:  
  التوجه الجزائري بكل بساطة يتلخص في هستيريا مُعَاكَسة كل تحرك مغربي لفرض هيمنة موهومة على المنطقة.. التهديد بالحرب عبر بوليساريو مُحتضرة، رغم وجود حل أفضل بكثير مما طرحته الجزائر في وساطتها-المهزلة للـأزمة المالية، التي توجها تفجير الإرهابي الجزائري المختار بلمختار للوضع من جديد، بقتل رعايا أوروبيين وسط باماكو، وهو ما يعنى نتيجة صفر مزدوج لمبادرتها في مالي، على عكس التهليل والتطبيل المعتاد في أبواقها المعروفة.. هرولة في كل الاتجاهات لإبقاء جزائر مُفلسة سياسيا واستراتيجيا في الواجهة واعتماد أسلوب الرشاوى والابتزاز والوقيعة واختلاق المؤمرات.. دفع مشبوهين في عالم المال والفساد من أمثال رشيد نكاز وصادق بوقطاية المكنى بـ"بوعطاية" في بلده، للنيل من المغرب وطرح حلول ورؤى الحاكمين الحقيقيين في الجزائر.. وصدق من قال إن احتضان المغرب لـجولة الحوار الليبي والمجيء بمنتدى كرانس مونتانا إلى الداخلة المغربية في هذا التوقيت أكبر درس ورد يُستحق عليه جائزة الدهاء السياسي والزعامة الحقيقية!..

   تتوالى الصفعات مُدوية تلو الأخرى، والجزائر الجارة التي اختارت موقع "الشقية" بدل "الشقيقة" مازالت مصرة على الوقوف ضد التيار وتجرع المزيد إلى النهاية. ولعل هذا الإصرار في اللعب بالنار والخوض في مزيد من المتاعب، مع تهنئة النفس بما يراه الآخرون بلادة استراتيجية وسياسية، جعل سلال وزير "الفقاقير" ورئيس الحكومة الشهير جدا بلغته العربية الفريدة، يصف الإنسان الجزائري في اجتماع حكومي (يا فرحة!) بالشيطان الذكي، وأن الجزائر "هاي هاي اللي دخل عندها الـmètres  18 ياكل العصا..."! فالرجل صادق شيئا ما من حيث أن الشيطان يُكمل مهمته حتى الحساب الأخير، ويبقى يحاول ويحاول ولو كثر حوله المؤمنون والمستعيذون بالله! والسياسة عنده مثله مثل شيوخ المرادية وجنرالات نادي قدماء الجيش الفرنسي تُلعب كـكرة القدم دون حكم ولا قوانين ولا روح رياضية، "وديرها وين حبيت ها احمد"! و البلد الذي يستثمر أموال النفط في الأزمات خارجيا واستنساخ المبادرات، يغلي من الداخل والصورة جد حالكة بشهادة إعلامهم.

  تتعدد المشاهد في إطار صورة جد سوداوية، وعين صالح مثال ساطع على الطريقة الجزائرية في التعامل مع الأزمات الداخلية فبالأحرى الخارجية. فـالغاز الصخري يهدد بيئة ونمط عيش منطقة بأكملها، والسكان المحليون الذين خرجوا كـمجتمع مدني صامد رافعين شعارات: "لا للتلوث" و"الغاز الصخري مشروع فرنسي"، في إشارة إلى المستفيدة شركة طوطال الفرنسية، أصبحوا هم المعتدون على قوات الأمن بعد نيل نصيبهم من الهراوات والجرافات، حسب الصادق بوقطاية المعروف بكونه صاحب أكبر حانات ومحلات فساد أكثر من رئيس سابق للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الجزائري، إذ قال بالحرف لـقناة دزاير نيوز: "نأسف لاعتداء المحتجين على قوات الأمن والدرك في عين صالح". وهو إلى فترة قصيرة كان قد ألقي عليه القبض في قضية أخلاقية كبيرة وضرب رجال الأمن الذين جاؤوا لاعتقاله (هذه هي الشيطنة وإلا فلا)!

  هناك مثال آخر وهو العقيد السابق في إدارة الإستعلام والأمن، أحمد عظيمي زوافي الذي يوصف كأحد صانعي المجموعة الإرهابية التي نفذت هجوم تيقنتورين أو أزمة الرهائن  بـعين أميناس في 16 يناير 2013، بقيادة أمير كتيبة الملثمين الموالي للـقاعدة الجزائري مختار بلمختار الذي هرب بجريمته بشكل مفضوح إلى مالي بعد أن أُعلن عن مقتله، لينفذ فيها جريمة مقهى باماكو الأخيرة. والسبب دائما معاقبة فرنسا على عدم مسايرتها رؤية الجزائر في المنطقة. نفس العقيد لبس مؤخرا رداء الديمقراطية بعد إبعاده من الخدمة، وبدأ يرفع صوته خوفا على أرواح سكان عين صالح كما يقول، ونسي عدد الأرواح التي ساهم هو في إزهاقها! ومهما تكن الأسباب فهناك داعش على أبواب الجزائر والغرب لاينسى أبدا ثأره ومصالحه. 
 لأجل ميناء أو منفذ جزائرى على الأطلسي فى الصحراء المغربية.. لأجل هيمنة جزائرية على إفريقيا.. أديرت كل هذه "النواعير" الفارغة، وصُرفت 300 مليار دولار وأكثر من أموال الشعب الجزائري على الرشاوى في المحافل الدولية وكلفة احتضان كيان الوهم لمدة 40 سنة. ولأجل قضية وقرار خطأ سُرقت المساعدات الإنسانية بعد أن شحت العائدات النفطية وظهرت "عورة" الاستراتيجيات الفاشلة الأقرب إلى المغامرات المجنونة منها إلى تخطيط دولة يحترم مسؤولوها أنفسهم (المستوى والخبرة بطبيعة الحال يلعبان دورهما). والمشكل أساسا كان سيُحل بأسهل الوسائل في إطار اتحاد مغاربي مندمج ومتكامل، وتقرير المصير الذي تختبئ وراءه الجزائر من الآن فصاعدا سيصير ضدها ففي جنوبها وشمالها هناك من ينتظر دوره!

الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق