أخبار عاجلة
/ بدون تصنيف / هولاند: "أنا شارلي".. "أنا لست شارلي"!

هولاند: "أنا شارلي".. "أنا لست شارلي"!



"من الظل إلى النور" – توفيق بخوت:
 هل انتهى شهر العسل بين سيد الإليزي والمطبوعة الساخرة إلى حد الفظاعة شارلي إيبدو؟.. بالأمس دافع عنها دفاع "الأحرار" المستميتين في سبيل أي قضية و"الباكين على الأطلال" بقوة "الصدمة"، "الشهادة"، "حرية التعبير" ومتطلبات "السياسة" ومعها "الجمهور" المندفع كـ"القطيع" عقب كل مأساة!..
 فعبر ميكروفونات قناة روسيا اليوم Russia Today، الخميس 19 مارس الجاري، قال الرئيس الفرنسي هولاند بواضح العبارة أنه يجد غلاف شارلي إيبدو الأخير "غير لائق" و"مُشين"، في إشارة إلى رسم مروحية هليكوبتر تحمل سياسيين فرنسيين ينتميان إلى الحزب الاشتراكي في وضعية سقوط، مع التعليق على أن هذا ما ينتظر الاشتراكيين في الانتخابات الجهوية المقبلة!.. ولن يحتاج المرء إلى كبير ذكاء لكي يتوصل إلى سخرية "لا إنسانية" من حيث أنها تستثمر مأساة الضحايا الفرنسيين في حادث تحطم مروحيتين بـالأرجنتين مؤخرا.
 وبغض النظر عن الدوافع الإنسانية التي تبقى آخر اهتمامات المتحكمين في زمام السياسة والمال في عالمنا هذا، أظهر الرئيس الفرنسي هذه المرة السخط على جريدة شارلي، بعد أن تبخرت سريعا محاولات "تقديس" شعار: "أنا شارلي". وعبرها أظهر رئيس فرنسا "المساواة والحرية والإخاء"، أن السياسة والانتماء الحزبي هو الخط الأحمر الحقيقي وليست الديانات والرموز والأعراض! وأنا متأكد أن ريس رئيس تحرير شارلي ايبدو، الذي وجه له هولاند "أمر" حذف هذا الكاريكاتير وتعويضه بما سماه " رسما أكثر صحة من الناحية السياسية"، لو وضع "قِرْدين" في المروحية المذكورة الآيلة للسقوط بدل الاشتراكييْن المعلومين، لضحك سيادة الرئيس وعلق على هذا الرسم الماس يشعور أهالي الضحايا بأنه جد مُعبر وتعبير على استعادة شارلي لمعنوياتها وعافيتها بعد المأساة!
 وطبعا ليس أمام شارلي إيبدو، "درع" حرية التعبير المتحرر إلى حد السقوط في "الدعارة" الفكرية، إلا الإذعان لـسيادة الرئيس، كي لا تفقد إعانات قصر الاليزيه المالية، وما استثمرته ماديا بفضل جثث قتلاها! وإذا ما تمادت شارلي في عنادها المعهود، قد يخرج بلاغ من الرئاسة يقول ببساطة: "أنا لست شارلي"! 
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق