أخبار عاجلة
/ / الجزائر في عيد النصر.. أسئلة الأزمة ووهم القوة!

الجزائر في عيد النصر.. أسئلة الأزمة ووهم القوة!





المواطن نيوز – لنا تعليق:

 الرئيس في كامل بلاد الدنيا، إلا المقموعة منها، رئيس كامل الأهلية والصلاحية، وليس طرفا في نظام يتجاذبه "الصقور" و"الغربان" وصغار "الضفادع" القافزة في البرك والمستنقعات.. وعندما يُطرح خطاب صارم، بمناسبة عيد النصر الجزائري، من رئيس أقعدته السنون ونوائب السياسة على كرسي متحرك، لتذكير الشعب والمحتجين والمطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة أنه مازال موجودا، فذلك يستلزم أكثر من وقفة، تجعل النظام الجزائري حالة سياسية فريدة ومستعصية، يستلزم قراءة متأنية لن تسلم أبدا من "همزات" السؤال ولا "لمزات" التأويل؟..

 عندما ينتفض رئيس من على كرسيه المتحرك ويبعث إلى شعبه وأحزابه وما جاورهما خطابا ناريا مغلفا بـالوطنية والوحدة الداخلية في عز احتفالات يوم النصر بـالجزائر الذي يخلد لـذكرى 19 مارس 1962، فهناك شيء من اثنين: إما أن بوتفليقة استفاق من غفوته وأعطي خطابا جاهزا ليتلوه دون إطلالة جادة على ما يقع خارج أسوار المرادية! أو أن هناك من يعبث في كرسيه باسمه وبـالصلاحيات التي يخولها له القانون، رغم أنه دستوريا وقانونيا غير مؤهل البتة لممارسة أعباء الحكم!

  استعمل الرئيس الجزائري يوم عيد النصر، عبارة "الأرض المحروقة"، وهي  سياسة استعمارية اعتمدها جنرالات فرنسا للقضاء على ثورة الأمير الراحل عبد القادر الجزائري.. بما معناه "تخوين" بعض أطراف المعارضة في الجزائر وتصويرهم في عيد وطني جد رمزي أنهم أعداء الثورة والشعب! لا لشيء إلا لأنهم تجرؤوا ودعوا إلى انتخابات مبكرة تعالج ما يمكن معالجته في ظل عجزه الصحي المزمن الذي تستفيد منه طغمة (لا خير في ذكرها) ماديا وسلطويا. وإذا غادر الدنيا لا قدر الله ستذهب معه جميع الزلات وملفات الفساد، و"اذكروا موتاكم بخير"!

   ولم يقف عند هذا الحد، بل أشهر من خلال خطابه "الوطني" مضمونا تهديديا إلى سكان عين صالح مفادها أن "الدولة" ماضية في استغلال الغاز الصخري "حتى النهاية" أحب من أحب وكره من كره! وذلك يعني إما السكوت والرجوع إلى المنازل أو أخذ النصيب من الهراوات والرصاص والمحاكمات العسكرية، كما وقع في أواخر الثمانينيات حين انقلب الحكم على شرعية صناديق الاقتراع وحول التسعينيات إلى عُشرية إرهاب أسود أتت على الأخضر واليابس دون تمييز! وفي المقابل تظهر تقارير بوثائق دامغة تشير إلى أن المستفيد من أزمة عين صالح هي فرنسا (المستعمرة القديمة والتي يحتفل في هذه الأثناء بخروجها وانتصار الثورة عليها) عبر شركة طوطال التي تحتكر بموجبها 49 في المئة من العائدات وتطلق يدها على مساحة 1735900 هكتار مربع في الجنوب الجزائري، اعتبرته تعاليق داخلية بمثابة إمضاء على بياض!

 هناك أيضا دعوة تهم من سماهم "أخيار الأمة" للتكتل ضد "أعداء الأمة". النداء الذي يقسم شعب الجزائر وأحزابه إلى أخيار سائرين في خط النظام الحاكم وأشرار ليس لهم حق المعارضة أو التعبير عن رأي مخالف. لذا جاءت بعض تعاليق الشبكات الاجتماعية تغني عن كل تعقيب، من قبيل: "للدفاع عن الوطن تدعو الأخيار (الكلام هنا موجه لبوتفليقة) وللمناصب والمشاريع السمينة تدعو الأشرار"! بل تساءل كثير منهم عن الكاتب الحقيقي للخطاب المذكور الذي يفوق قدرة الرئيس الحقيقية بدنيا وذهنيا!

 هناك فعلا أسئلة محرجة كثيرة تمس عمق النظام الجزائري الذي يشكل مسألة وإشكالية حقيقية للـداخل الجزائري والجوار الإقليمي منذ بداياته المتشنجة والقائمة على الشعارات الاشتراكية وأوهام القوة الإقليمية. بل إن كثيرين يتمنون لو لم تجعلهم الجغرافيا والزمن جيرانا لهذا البلد الذي يتقن اللعب على النار بأوتار الثورة والثروة...  
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق