أخبار عاجلة
/ , / صندوق المقاصة يفرق المغاربة

صندوق المقاصة يفرق المغاربة



عبد الحميد الناجح - المواطن نيوز - تحليلات:
أُحدث صندوق المقاصة في ظروف كان الشعب المغربي في أمس الحاجة إليه، وكانت الدولة آنذاك لها دور ريعي بما أن الدستور يصنف المغاربة بالرعايا. والرعية تعني أن هناك راعي يرعى مصالح الرعية. وبهذا المفهوم فإن الدساتير المغربية من خلال تمسكها بهذه التسمية التي أراد بها المشرع أن يجعل المواطنين المغاربة في قمة اهتمامه. وهذا ما استحسنه الجميع بما أن هناك دولة تراعي شؤوننا وتخاف على مصالحنا المادية والمعنوية.
ولنرجع قليلا إلى سياسة حكومة العدالة والتنمية في هذا الشأن، لنتفاجئ بتضارب مع ما ورد في الدستور باستعماله لكلمة الرعية وسياسة حذف صندوق المقاصة. فإنهاء سياسة صندوق المقاصة وحذفه ستنهي الدولة ضمنيا تسمية المغاربة بـالرعايا، فمن غير المقبول  أن تصنفنا الحكومة كمواطنين برفع صندوق المقاصة ورفع يدها عن الدعم الاجتماعي في إطار هذا الصندوق، بحجة أن المغاربة ليسوا سواسية  ولا يمكنهم الاستفادة منه جميعا. و هذا خرق آخر للـدستور.. فكيف يعقل أن يفرقنا صندوق المقاصة إلى مواطنين محتاجين لدعم هذا الأخير ومواطنين آخرين ليسوا محتاجين لدعمه ويستفيدون منه؟ فخطابات السيد رئيس الحكومة دائما ما تصنف المغاربة بإظهار طبقية المجتمع المغربي لم نعتد مثلها في الخطابات السياسية المغربية.
هل نحن المغاربة جميعا محتاجون لـدعم ورعاية الدولة أم ثُلة منا فقط هم المحتاجون؟ أم الارامل و المطلقات فقط؟ ام ثلة أخرى تستفيد بهتانا من هذا الدعم؟ ليفسر لنا بنكيران ما قصده بـسياسة الطبقية التي ابتدعها خطابه السياسي.. هل هي بحكم تشبعه بالتصنيف الديني ،المسلم، النصراني، اليهودي واللائكي وغيرهم؟
وكذلك ننتظر منه أن يفسر لنا لماذا يوجه خطابا طبقيا محضا، فنحن رعايا أمير المؤمنين ملك البلاد أعزه الله ولا نحتاج لبدعة سياسوية وانتخابوية تهدف إلى النيل من طبقة لصالح طبقة. فنحن المغاربة تجمعنا إمارة المؤمنين ووطن أمين وتكافل اجتماعي قل نظيره في البلدان، حيث الغني يساعد الفقير والصدقات الجارية في كل أنحاء البلاد وحبوس المغاربة عبر التاريخ لوجه الله وصلت حتى إلى مايسمى إسرائيل حيث يوجد حي مُحبس من المغاربة في مدينة القدس.
فإذا أراد رئيس الحكومة إتباع توصيات البنك الدولي، فما عليه إلا أن يبحث في سُنن المغاربة الحميدة وتكافلهم بعضهم ببعض. ومن لم يعرف تاريخه فلا يمكنه أن يعرف مستقبله. ولم نعد نفهم شيئا من كلامه! فتارة يقول أن الدولة بمثابة الأب ترعى الجميع.. وتارة يقول كفى من اقتصاد الريع التي تنهجه الدولة.. فماذا تقصد يا رئيس حكومتنا الموقرة التي اطنبت في توقيع زيادات عدة شملت جميع حاجيات الفرد والجماعة، و رغم ذلك صبر المغاربة أملين في زيادة لصالحهم وليس ضدهم؟! ولكن حتى الآن لم ترضى حكومتنا بتبشير المغاربة بخبر سار فعلا، غير ذلك الذي بشرنا به رئيس حكومتنا إبان الإضراب العام ليضحك به على ذقون المغاربة.

  سننتظر إذن ما تبقى من أيام هذه الحكومة مع المنتظرين، والله المستعان على كل حال. 
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق