المواطن نيوز – اقتصاد:
المشهد الاقتصادي في فرنسا ينذر بمزيد من الانهيار،
ووسائل إعلام الدولة هناك ما زالت تصر على دغدغة آذان المواطنين بشعار "فرنسا
خامس قوة عالمية"!.. الشعور الوطني الجارف شيء والحقيقة العارية شيء آخر. ففي
عامنا الجاري هذا، نزلت فرنسا إلى المرتبة العاشرة اقتصاديا، خلف المملكة المتحدة،
بل ودولة إندونيسيا أيضا...
في عام 2013، في وكان الناتج المحلي الخام
في تكافؤ مع القوة
الشرائية يجعل من فرنسا تحتل المرتبة الثامنة عالميا،
تليها اندونيسيا، بـ 2.535 مليار دولار مقابل 2.511. وفي عام
2015، سوف تحقق اندونيسيا إجمالي إنتاج يبلغ 2.840 مليار دولار
مقابل 2.634 مليار دولار لـفرنسا فقط. والفرق هنا أكثر من 200 مليار
يورو في ظرف عامين فقط!
ولسخرية القدر، يتزامن هذا المعطى الاقتصادي
الجديد في ميزان القوى العالمية مع تهديد الرئيس فرانسوا هولاند بـ
"انتقام دبلوماسي" من اندونيسيا، إذا ما نفذ حكم إعدام
في حق فرنسي مُدان على ذمة قضية اتجار في المخدرات! نغمة الغطرسة
الفرنسية جد نموذجية من حيث الغباء والعمى السياسيين، إذ أن السياق الجيو-استراتيجي
الجديد يقول بأن إندونيسيا صارت دعامة أساسية في العلاقات بين قوى آسيا-المحيط
الهادئ. وعليه فإن لعبة الانتقام، لم تعد باريس تملك معها فعليا وسائل
تحقيق طموحاتها. حتى نفوذها على مستعمراتها السابقة بدأ يضعف، وهي التي تعول على مواردها
المعدنية والطاقية الآن، لإنقاذ اقتصادها وهيبتها كما في قضية
استغلال الغاز الصخري المتعثر بـعين صالح في الجزائر
ومصالحها المهددة في مالي وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق