أخبار عاجلة
/ , / حين يصير التوكل على الله مفخرة و مقدمة للتعالي و الاستبداد

حين يصير التوكل على الله مفخرة و مقدمة للتعالي و الاستبداد


بقلم ابو ايمن - المواطن نيوز - تحاليل:
في ظروف صعبة ومرحلة حاسمة يُغَيب رئيس الحكومة منطق التعقل ويخرج في خرجات متواصلة، ليعلن بؤس السياسة ويركب موجة التوَكل على الله، مفاخرا بأن الله أكرم حكومته ببركات ربانية وهبات ونعم إلهية، فالله دره. فالتوكل على الله في ظل ما يعيشه البلد فتح مبين و اختيار استراتيجي تمليه المرجعية ذاتها التي يستهويه احتكارها وخوصصتها من طرف حزبه وجماعته الدعوية. فهنيئا للسيد بن كيران على توكله على من هو اقرب إليه من حبل وريده فنعم المولى ونعم الوكيل النصير ...
الآن فقط وقد وصل الوضوح ذروته، تأكد للمتتبع للشأن السياسي الوطني أن رئيس حكومتنا منصور بالله، ومن ينصره الله فلا غالب له على الإطلاق ... وها نحن في السنة الرابعة من وصول حزب العدالة والتنمية إلى تحقيق نصر مبين بتصدره للمشهد السياسي بإرادة الله والشعب الذي كان في مامضى ضحية الفساد والاستبداد وضحية الطغاة والمافيوزيين . هذا الشعب الذي اقتضت إرادة الله أن يوضع حد لتيهانه ويتمه وسوء حضه، بان هداه الله إلى التصويت على حزب أخرج الدين من جموده واخرج منه ثوابت الدعوة والإصلاح وكان ماكان طيلة هذه السنوات، وسخر الله لهؤلاء الميامين البشر والمطر والنفط والقدر... وكان لابد من قول الحقيقة للشعب ومواجهة كل ذي زلة بزلاته وكل فاسد بفساده وكل مستبد باستبداده. وكانت البداية متواضعة ومتدرجة بعد التسليم لله والتعبير للشعب عن النية في الإصلاح وكانت المحاولات تلو المحاولات، فمن الكشف على لوائح المؤدونيات التي لاحق لإصحابها في استغلال ريعها، إلى فضح وزراء نالوا من التعويضات ما يرضى جشعهم إلى الوعد بالتطبيب للمحرومين من المواطنين والإحسان لليتامى وأبناء السبيل والحرص على توفير مأوي لكل شارد مشرد، وتأمين حياة كريمة للأرامل اللواتي أثقل الإملاق مسعاهن وممشاهن. فهاهي بركات ربانية تهب على البلد بحلول حكومة تحسن وتمنح وتجود وتصل وترعى وتجازي وتحفز وأكثر من ذلك، فإن رئيسها صادق شجاع لايملك درهما ولادانقا، ولا يريد إلا صلاح الأمة ونماء البلد، ولا يخشى في سبيل الإصلاح لومة لائم وعلى أتم الاستعداد هو وصحبه إلى الحياة والموت في سبيل الله...
في مقابل التأييد الإلهي ونصرته لهذه الجماعة المصلحة والموحدة والساعية لنصرة العدل والحق، ونشر الخير العميم المتدفق من بركات الله ونعمة، يقف الأفاكون والدجالون والمفسدون والمرتشون الموظفون من طرف العفاريت والتماسيح والسفهاء في وجه الإصلاح والفلاح، لأنهم انكشفوا بفضل يقظة الشعب ونصر الله المتزايد وحسن طالع الحكومة وانخراط الشعب في مسايرة خطوات الإصلاح الجريئة، رغم كره الكارهين الذين ضاقت بهم الأرض واشتد عليهم الخناق في السياسة والنقابة. 
إصلاح المقاصة وصلح أنظمة التقاعد وحماية المكتب الوطني للماء والكهرباء من الانهيار والتكفل بالأيتام والأرامل والمشردين وأبناء السبيل وتعويض المطلقات المعسر أزواجهن ومناهضة الفساد في النقابات والأحزاب  وتعويض فقدان الشغل والصبر. لقد توكل الأمين العام على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه، أما من يعارضونه فقد وصلت الشجاعة القصوى بالمتوكل المنصور بالله أن حاصرهم أجمعين في زاوية ضيقة لامخرج لهم منها إلا بإذن ناصره وحسبه جـل جلالـه وعظمت رهبته .. لقد ظهر الحق وزهق الباطل، بأن استقوى رئيس حكومتنا بالله واستجمع كل عناصر الظفر والنصر، ولما انكشفت له الفتوحات الربانية توكل على الله وأعلنها مزمجرة في الأفاق مدوية عبر الأثير والأقمار الاصطناعية، وكانت الضربة القاضية الموجعة التي بشر بها رئيس فرق العدالة والتوحيد كلمة لا كالكلمات كلمة ثقيلة في ميزان الشرع والإيمان وفي ميزان السياسة والأخلاق وموازين التجارة والإجارة والسكن والحل والترحال.  قال رئيس الحكومة أمام المغاربة في قبة البرلمان أن مخالفوه ومعارضوه سفهاء، وزاد عن هذه الصفة الموصوفة بالدقة التي يجب أن يتم التعامل بها مع من تنطبق عليه هده الصفة التي يعتبرها العارفون بوزن الكلام والكلمات والتدقيق في الحالات والأحوال أنها تتجاوز مرض الطاعون وهو مرض ملعون يكون المصابون به قانطون من أي شفاء أو دواء أو رحمة يقاطعهم ويحاصرهم دووا الأمر حتى يهلكوا. فالسفهاء يتم الحجر على أملاكهم، وإذا عاثوا في الأرض فسادا يشهر بهم ويتم التنقيص منهم، وتطلق منهم زوجاتهم ويعزلون عن دويهم إن هم تمادوا في الفسق والسفه والمجون ولايعتد إطلاقا بشهادتهم ولا بوعودهم ومواثيقهم ولا يأخذون على محمل الجد فالسفهاء من ملة أهل الشر، ورئيس حكومتنا من أهل الخير فلا حول ولا قوة  لهؤلاء الذين يوجهون المستعين بالله وهم العابثون بمصيرهم مستعينون بالعفاريت والجن والتماسيح والشياطين. لقد شيطن بنكيران خصومه وسفههم ودفع بالتوكل حجة فليعقل ناقته ويتوكل كما  قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي ترك ناقته تائهة في الصحراء كسياسة بنكيران، ولما بحت عنها أدرك أنها مفقودة إلى الأبد، واحتج أمامه بما هو فيه بأنه توكل على الله وهو حسبه، وما كان من النبي إلا أن أجابه بأنه كان عليه أن يعقلها أي أن يضبطها تم بعد دلك يتوكل على الله.
الأعرابي الذي لم يعقل ناقته شبيه برئيس حكومتنا الذي لم يعقل سياسته ولم يعقل لسانه، وما كان لسياسته الغير المعقلنة ولسانه السائب أن ورطه توريطا وصل أعلى درجاته أتناء المسائلة الشهرية في مجلس السفهاء، على حد تعبير  رئيس حكومتنا، الذي قال أنه ليس منزعجا من احتجاج النواب الذي ذكرهم عما هم غافلون عنه، وهو أن رئيس الحكومة محصن بالدستور، وأن التطاول عليه بالاحتجاج ومطالبتهم بسحب الصفات التي لاتليق بالمجلس الموقر غير ذي  جدوى ولا طائل من ورائه وانه بالمرصاد للسفهاء والفاسدين والمشوشين. 
في التجارب السابقة عن حلول العدالة والتنمية في الحكومة ورئاستها كانت الحصانة مشهود بها للبرلمانيين  ولم يكن ينافسهم في ذلك الوزراء والوزراء الأوليين المستفيدين طبعا من مزايا الاحترام والحصانة والتوقير.  والجديد اليوم أن رئيس الحكومة الذي وصلت به الشجاعة السياسية والدينية مستفيد من نعم الله وبركاته وحسن طالع حكومته ومساندة الشعب له كما يكرر في كل وقت وحين،   كل هذه الدعامات المرموقة جعلته مستعدا لمطاردة معارضيه  والنيل منهم في واضحة النهار وفي عقر دارهم التي نزل فيها ضيفا. 
فمن أين لرئيس حكومتنا بكل هده الجرأة في السجال والتصدي بلهجة لا حضور فيها لاحترم جلالة المؤسسة وسيادتها وكونها مؤسسة موقرة وبها أعضاء محصنون بالدستور وبالعرف وباستقرار العادة.  
لقد مارس بنكيران تمرينا استبداديا وتألق في أن يتماهى في الاستبداد  الذي استقر عليه اختياره وهو طبعا نموذج شرقي مرعب، ولذلك فهو الذي لايطلق الكلام على عواهنه، يعي جيدا ما يقول ويجتهد قي الظهور بمظهر القوة  والصلابة ويسوق بشكل جيد موقفه الصريح من الديموقراطية والكونية ويسعي إلى شيطنة من يعتبرهم خصوما لدودين  وعازم على مواصلة حربه الدنكشوطية ضد المعارضة البرلمانية وضد النقابات وضد الجمعيات المدنية والحقوقية والنسائية والأمازيغية والشباب المعطل  وحاملي الشهادات والموظفين الذي يستعدي عليهم  شعبه المساند الذي اختارهم واحدا واحدا،   فخلال المرحلة الفاصلة بين اليوم وتاريخ حصول العدالة والتنمية على ثقة الشعب وتزكيته عمل ويعمل هذا الحزب على ربط المصداقية والوطنية والاستقامة بمفاهيم لصيقة بمرجعية إسلامية متخيلة لا ارتباط لها بواقع الوطن وذهنية المواطن ومن ثمة، فالحزب يسعى وتسعى معه جمعيات دعوية وسلفية وهابية وإسلاموية لتجفيف منابيع التسيس والقضاء على الرأي المخالف بتسفيهه وسحب الشرعية الأخلاقية والسياسية عنه وإغراق كل سفن النجاة التي يطرها المخالفون كبدائل لما يقدمه بنكيران وحزبه،  ومن ثمة سيستفرد حزب سكوك الغفران للموالين من الأحزاب والمواطنين، ولن يكون للمعارضين أي خيار غير الصمت ويحلوا  أحزابهم وجمعياتهم ويستعدون ليتدحرجوا للخلف ويصيروا كالموالي أو الدميين في دار الإسلام يؤدون ما عليهم من جزية وتكاليف ويدخلوا جحورهم حتى لا تحطمهم جيوش العدالة والتنمية وهم لا يشعرون.  
العدالة والتنمية يتمتع بالشرعية السياسية والأخلاقية والدستورية والدينية والوطنية، وسيمثل في عين المواطن الخير كله وسيمثل المعارضون الشر كله وتكون سفينة العدالة والتنمية البديل الأوحد بعد منحها.
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق