أخبار عاجلة
/ بدون تصنيف / ازمة داعش والمغرب..

ازمة داعش والمغرب..




"ماكاين باس"..
بقلم ذ. عبد الحميد الناجح:

  برز في الفترة الاخيرة معطى سياسي جديد "خربق" الحسابات السياسية الدولية بالمعنى الصحيح للكلمة بالدارجة المغربية، هذا " التخربيق" تجلى في الاحداث و المستجدات السياسية في العالم، حيث ان كل يوم بل في كل ساعة تأتينا وكالات الانباء العالمية بخبر يزيد من تعقيد فهمنا لما يجري و يدور في دواليب متخذي القرارات في العالم، و ابرز هذه الاحداث هو مشكل الدولة الاسلامية في العراق و الشام و المسماة تلخيصا بداعش، كما لو ان هذه الاخيرة هي سبب الفتنة في العالم و ان لها امكانيات امريكا و روسيا معا، و هي سبب مشاكل اوكرانيا و سوريا و العراق و الخليج العربي و ايران و اوروبا و امريكا و اسرائيل و فلسطين و الى غيرهم.

المهم هنا ان العالم استفاق على مشكلة و فتنة جديدة، و نتساءل هل خرجت من العدم؟ ومن اين لـداعش بـلوجستيك و اطر و اسلحة و خبراء ليتمكنوا من رفع راية الحرب في وجه العالم بأسره دون مساعدة و حلفاء و حتى تعدادها ضعيف بالمقارنة مع اصغر جيش في العالم، فهل لـداعش الامكانية لمقاومة الاسلحة الفتاكة التي بحوزة دول الخليج العربي؟ و هل تشكل خطرا على اسرائيل المدججة بـأسلحة امريكية متطورة؟ وهل تشكل اصلا خطرا على اي دولة تحترم نفسها؟.. لا نتكلم عن العراق لانها دولة تجرب فيها شتى السيناريوهات الامريكية المحتملة التي تطبقها القوة الاولى في العالم لتتمكن من سحل دول البترول ورائها.

 ولكن اذا استعملنا العقل و فكرنا جيدا في الأمر فان امريكا محت و شطبت دون ان تعلم فكرة ان الاسلام مقترن بـالارهاب و الدليل على ذلك ان اخبار ناحري و قاتلي الصحفيين الأمريكان و الانجليز يوجد من بينهم ارهابي حددت هويته، و هو من اصل بريطاني، و بالضبط من ضواحي لندن. فمن اين لـبريطاني نازي سابق ان يصبح ارهابيا في منظمة اجمع الكل على انها لا تنتمي لأي ديانة او عقيدة؟ لولا ان بلده اعتنى و ربى في حضنه مجموعة من التكفيريين و المتشددين! بل و ذهب المحللون السياسيون الى ان انجلترا العظمى هي من خلقت هذا الفكر الغريب عن الاسلام و دفعت به الى الامام لتستغله في ضرب الحركات التحررية في البلدان العربية، كما فعلت في مصر في اوائل القرن الماضي و اغدقت عليهم المال و الحماية منذ ذلك الوقت لاستعمالهم في ضرب الدول العربية و زحزحة كيانهم بعد استقلالهم. و تبعتها معظم الدول الاوروبية في نهج نفس السياسة، الى ان جاء الاتحاد السوفياتي و"خربقها" مرة اخرى (هذه الكلمة المغربية التي لا توجد في قاموس آخر و تعبر عن ما يجري الان) باحتلاله لـأفغانستان سنة 1979 ، حيث لم تجد امريكا بدا من التخلص من روسيا دون ان تنجر في حرب لا منتصر و لا منهزم فيها، إلا ان تركب على موجة الجهاد في سبيل الله و تحرير ارض الاسلام من يد الكفار السوفيات. و تعقد بذلك صفقات مع مصر و السعودية لتجهيز و تمويل المجاهدين في سبيل الله. 
 و هكذا ضربت امريكا عصفورين بحجر واحد، عصفت بـالإسلام و المسلمين في دهاليز فكر متطرف استمدوه من رواد الجماعات الاسلامية، و على رأسهم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، صنيعة الانجليز كما وردت الاشارة اليه سابقا، والذي ينتمي اليه حزبنا الحاكم في المغرب "الله يهديهم علينا حتى هوما و يعيقوا خلاص" و ضربت الى الابد المعسكر الشرقي غريمها التقليدي. فبخروج الروس من افغانستان و انهزامهم فيها، اندثر الاتحاد السوفياتي و فرقته امريكا الى عدة دول، وبقي العالم بقطب واحد "الويلات" المتحدة الامريكية تصول و تجول في العالم كما ارادت، رغم محاولات روسيا و الصين و الهند ردعها، إلا انها مازالت تتحكم في زمام الامور كيف شاءت.

الكل يستغرب و يضع السؤال حول العنوان: ما علاقة المغرب مع داعش؟ بالفعل لا علاقة إلا ان مجموعة من الدول " عاقت" و من بينها المغرب انها لا يمكنها ان تترك الفرصة دون استغلال هذه "الشفنجة" احسن استغلال، فكيف سنحت امكانية نشر القوات المسلحة المغربية لعتادها في الصحراء المغربية مع وجود اتفاقية وقف اطلاق النار بين البوليساريو و المغرب التي ترعاها الامم المتحدة مند سنة 1991، دون ان تدان من طرف المجتمع الدولي، و ان تعطي فرصة للأعداء بإضعاف موقفنا في قضيتنا الأولى. خصوصا و ان الجيش المغربي ابان وقف الحرب سنحت له الفرص  لتطوير جيشه و الاستعداد للـحرب القادمة لطي ملف الصحراء المغربية بقوة السلاح، لان الدبلوماسية في هذه الامور لا تجدي نفعا. و الذي زاد من قوة الموقف المغربي هو ان تندوف صارت معقلا لـتجارة الاسلحة و امداد الارهابيين في مالي و دول الساحل بـالمجندين و الاجهزة الحربية، طبعا في السوق السوداء، حتى اصبح عبد العزيز المراكشي و زوجته قاب قوسين او ادنى من ان تحتفل بهم جريدة فوربس ضمن كبار اغنياء هذا العالم. ومن تم بدا يشكل عبئا ثقيلا على الجزائر في حال انفضاح امره. لذلك بدأت هذه الاخيرة في تكوين شباب ليحمل مشعل "اللصوص" و البديل في ظل الربيع العربي المفبرك و طي صفحة عبد العزيز المراكشي .
 اذا لما لا يستعمل المغرب ورقة داعش و الارهاب لصالحه ؟ و يستغلها كما يفعل الامريكان وحليفتها انجلترا في تطويع العالم ؟ هذا هو لب المقولة المشهورة " مصائب قوم عند قوم فوائد" .





الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق