أخبار عاجلة
/ , , / ما بعد الباكلوريا: العتبة وما أدراك ما العتبة!..

ما بعد الباكلوريا: العتبة وما أدراك ما العتبة!..



توفيق بخوت-المواطن نيوز-مجتمع:
 عتبة أو بالأصح "سراط" ولوج المدارس العليا أو التكوينات الأخرى الانتقائية أسالت الكثير من المداد والتعاليق الرقمية، بما أنها حاجز وإداري  نفسي بات يعاني منه تلاميذ وأولياء أمور لم ينعموا كثيرا بفرحة الحصول على الباكالوريا.. وعندما تحدثنا وزارة بلمختار عن قرار إلغاء المباريات والاعتماد على الانتقاء بأفضلية التحصيل تكريسا للمساواة وتكريما للجهد، لا يسعنا إلا أن نبدي اندهاشنا من إصلاح حسن النوايا كبير المقاصد في الشامل المفيد فقط دون عناء الدخول في تفاصيل تخص مجالا تدريسيا تربويا شائك أصلا وموغل في المشاكل!.. والنتيجة الإجهاز على أحلام نخبة متفوقة عريضة من التلاميذ والتلميذات في ولوج مؤسسات من اختيارهم، وذنبهم أنهم اختاروا تخصصات علمية جد صعبة ليجدوا أنفسهم في النهاية خارج لعبة تمييز على أساس العلامة وليس التخصصات وخصوصياتها.. لعبة وافقت أهواء غشاشي الامتحانات ومحترفي الشعب "الخفيفة" المختصرة!..
   
 عن أي مساواة و وتكريم للجهد يتحدثون في المنابر السياسية والمناسباتية إذن، وهم يجمعون ويخلطون ما بين التخصصات على سبيل حسن التخلص وعدم الدخول في التفاصيل التي قد يسكنها الشيطان؟! أين الخبراء البيداغوجيون والدراسات والخطاطات التي تصرف عليها الملايير؟ أين هي تجارب فرنسا واليابان التي يتبجحون بأنهم يستضيئون بخبراتها في المجال؟ أين هم المؤطرون والموجهون ومئات التقارير التي تصب في الموضوع وتبقى حبيسة الرفوف؟ هل الانتقاء والتمييز على أساس النقط المحصلة مثلا يمكن أن يساوي بين حاصل على باكالوريا شعبة علوم رياضيات ونظيره في باكلوريا علوم تجريبية؟ ليحصد الأول الجهد المضاعف وخيبة الأمل بمعدل 15,22 مقابل  16,55للثاني بعد فرصة إعادة امتحان الرياضيات المسرب، ويفوز بهبة "العتبة" ولوج  كلية الطب دون كبير عناء، على سبيل المثال! والكل يعرف أن شعبة علوم الرياضيات تستدعي بذل الوقت والجهد والمال معا (دروس التقوية والإعداد الباهضة جدا). سيقولون أنه خطأ التلميذ أو التلميذة في الاختيار وسنرد أنه خطأ الوزارة في التوجيه وحفظ حقوق المتمدرسين أيضا عبر تشريع ملائم للمسالك العليا وطرق ولوجها.

 وفي سيرة العتبة دائما، التمييز يظهر أيضا على صعيد الجهات، فعتبة ولوج إحدى كليات ومعاهد التخصص تفوق مثيلاتها في الرباط وهكذا دواليك إلى غاية وجدة. والحديث عن إكراهات الميزانية وسعة الاستقبال لا تبرر الفرق بين معدل 17 و13 لولوج نفس الكلية أو المعهد في المغرب الموحد. والمعدل المحصور بناء على ما وراء الفاصلة لا يضمن مساواة الحظوظ فالاستبعاد هنا قد يكون على جزء من الفاصلة وليس النقطة بكاملها، ويصبح الأمر هنا شبيها بتلك الغرامات التي يتلاعب بها ميزان الخضار لصالحه أو لصالح غيره، والأستاذ المصحح بشر قد يخطئ أو يتعمد بناء على ظروف شخصية أو نفسية!

 والخلاصة هنا أن نظاما تعليميا كالنظام المغربي قد يتشدد في تطبيق العتبة لدواع وإكراهات استيعابية مالية ذات محدودية، حيث منطق الولوج للمتفوق ثم المتفوق، لكن يبقى التساؤل هل من حماية للمتفوقين الفعليين حتى لا يقفز إلى الواجهة من لايستحقون الولوج إلى تلك الكليات والمعاهد المتخصصة؟ السؤال نتركه بين أيدي السادة برلمانيينا المنتخبين والجواب عند حكومتنا الموقرة...
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق