المواطن نيوز- L’observateur du maroc -دولية:
الجماعات التابعة للقاعدة سابقا ولداعش حاليا،
مثل جماعة بوكوحرام التي تنشط خاصة في النيجر والكاميرون ومالي،أصبحت تشكل العدو الأول
للأنظمة الإفريقية. ومن الواضح أن الدماء التي تسفك بهذه الهمجية تقع بتواطئ
اللامبالات الغربية، ففرنسا مثلا لم تأخذ أمر الإرهاب بعين الاعتبار إلا حين تعرضت
لهجومات خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنها تسفه وتقلل ما تخوضه بلدان إفريقيا من
قتل مستمر. وجاء كلمات الملك محمد السادس في هذا الصدد في رسالة للجمعية العامة
للأمم المتحدة في سبتمبر 2014: “إن العالم الآن في مفترق طرق، إما يوفر المجتمع
الدولي الدعم للبلدان النامية حتى يتمكنوا من التحرك إلى الأمام بما يضمن لهم
الأمن والاستقرار، إما سنتحمك جميعا تبعات صعود التطرف والعنف والإرهاب الذي يغذيه
الشعور بالظلم والإقصاء، ولن يجد أحدنا مكان في هذا العالم ليلوذ منه بالفرار.”
وأمام الصمت البعض وجبن البعض الآخر،
اختار النظام المغربي أن يصعد جبة المواجهة واختار طريقة وقائية لنشر منظوره
الإسلامي المعتدل، وتم تأسيسي “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة” برئاسة من
الملك، بهدف نشر القيم الدينية وإحياء الأنشطة الفكرية والعلمية والثقافية
المتعلقة بالدين الإسلامي، وتوطيد العلاقات الإسلامية بين الدول الإفريقية وضمان
تنميتها الثقافية، وفقا للإمكانيات المغربية.
قال ريكاردو روني لاريمون ـ متخصص في
القضايا المتعلقة بالثورات والتطورات السياسية في المناطق الإفريقية ـ أنه لا يمكن
إلا التنويه بالجهود التي يبذل المغرب للحفاظ على الأمان داخل البلد، ثم الثناء
على مبادرة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي فتحت المجال للنقاش والاجتهاد
والحوار في عصر اتسم بالتعصب. غير أن جهود المغرب وحدها غير كافية لمحاربة ما يحدث
في العالم وعلى باقي قادة العالم أن يشجبوا بشدة ما يقع من تقتيل للمسلمين
المسالمين على أسس طائفية وللمسيحيين وباقي الأقليات الدينية وجرائم ترتكب باسم
الدين يذهب ضحيتها أبرياء ثم تشوه صورة الإسلام في العالم وتحرف المتن التي جاء
لأجلها للتعايش بدل الخراب والدمار.
كما أكد أن استراتيجية المغرب يجب أن تكون
شاملة ولا تقتصر على الساحل ومناطق ومعينة من القارة، وإنما أن تصل إلى أرووبا
لتتصالح المجتمعات الأوروبية مع مسلميها باعتماد توجيه أئمة وعلماء المغرب.
وفي تصريح قال ماثيون ڭيدير ـ أستاذ
العلوم السياسية وعلم الاجتماع في جامعة بنغهامنتون نيويورك ـ أن داعش حتى لو وصلت
إفريقيا لن تكون بنفس قوتها الشرق أوسطية بسباب غياب الحروب الطائفية بين السنة
والشيعة، وهي حروب تتغذى عليها، وأن الجماعات المتواجدة في إفريقيا اليوم
والمبايعة لداعش: مثل بوكو حرام والقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحركة الشباب تجد
أرضا خصبة في بلدانها على أسس مختلفة، أساسها القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
ولذلك فالتوحيد المذهبي التي تأمل له مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يجب أن
يكتمل بإصلاح سياسي واجتماعي للحد من الفوارق والأزمات التي تجذب الشباب نحو
التطرف.
وأخيرا جاء تصريح بيدرو بانوس أن المبادرة
ستكون ردا قويا لا فقط على التطرف بل لإعطاء دفعة للهوية الأفريقية ودعوة غربية
للاستثمار وتنمية المنطقة والحد من هجرة الشباب نحو إلى الأوروبا. المسألة تتخطى
المغرب رغم كونه أول من بادر، ويجب أن ينضم إليها الكل مدعمه ومساندته.
عن مجلة لوبسيرڤاتور المغرب وإفريقيا
" menaces
sur l'islam africain "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق