أخبار عاجلة
/ , / الحملة الفايسبوكية.. سيارات جيم ورؤساء الجماعات!

الحملة الفايسبوكية.. سيارات جيم ورؤساء الجماعات!



من "الظل إلى الشمس"- توفيق بخوت:

  كما العادة في تعاليق رواد العالم الافتراضي الأزرق، جاء الدور على سيارات الـ"جيم" ورؤساء الجماعات لكي ينالوا نصيبهم من نيران السخط والسخرية المسلطة في غير موضوعية ولا علم أحيانا كثيرة.. كما موضوع "الصاية" و"شاذ فاس" إذن، تصدرت علامة "ج" الحدث الظرفي ولم تخلق مع ذلك نقاشا وللأسف موضوعيا أو واعيا..   
 التعاليق من قبيل:" في الغرب كبار المسؤولين يركبون الدراجات الهوائية وفي المغرب صغار المسؤولين يركبون السيارات الفارهة.." أو "قهرتوهم بالتقواس (رؤساء الجماعات) ها هوما دبا تيطناطحو بالكسايد.."، تلامس بقوة حدود السخط أو الطرافة اللامبالية، دون أن تقدم الفائدة أو البديل تأكيدا. والحملة المدشنة في الآونة الأخيرة على سيارات الـ"جيم"، تستهدف رؤساء جماعات يمثلون وجها من أوجه جشع المسؤولين واستفادتهم من موارد الجماعة دون إنجازات تذكر.

 ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الجماعية الشهر القادم، تستيقظ حواس المواطن العادي ورواد الشبكات الاجتماعية، وتنتبه إلى مشاكل الجماعة ووعود رئيسها المنتخب، و يدشن بذلك موسم النقد شمالا وجنوبا الذي اختزل هذه المرة في مسألة سيارة الـ"جيم"، وسيكثُر المتفيقهون في أمور الجماعة والدولة ويبرع الساخطون والساخرون في إثارة المشاعر وإضحاك الأفواه، والحال سيبقى كما هو عليه وقد ينتخب نفس الرؤساء على يد منتقديهم وأمثالهم! وقمة العبث أن تنتخب مسؤولا محليا لا يستوفي شروط الاستقامة والمعرفة وتنتقد بعد ذلك بنكيران أو الدولة على سوء تصرف المسؤول المذكور! لأن الديمقراطية سيف ذو حدين إذا أسيء استخدامها. وقمة البلادة أن نسلط نيران مدفعية العالم الافتراضي على رؤساء الجماعات وحدهم كأنهم المستفيدون الوحيدون من هذه السيارات ونستثني باقي مكونات الدولة من امتيازات خيالية في هذا المجال وغيره. مع العلم أن سيارات "أودي" الفاخرة مقررة من طرف وزارة الداخلية لفائدة عمداء المدن الكبرى، والسيارات رباعية الدفع يستخدمها رجال السلطة في المناطق الجبلية الوعرة التي لا تسمح تضاريسها الوعرة باستخدام "داسيا" كارتونية! أما الباقي فالفوتوشوب تكفل باللازم عبر تزييف لوحة "جماعية" على سيارة "فيراري" مثلا. وللمواطنين كل الحق في محاسبة مسؤولهم الجماعي في جلسة علنية أو مراسلة الوزارة الوصية، وحتى عقابه بالحرمان من الصوت "الثمين" في الانتخابات المقبلة!
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق